إذا وضعت الكتبة الإنكليز، سكيث، وإمرسون، وداوردروث، وبلوز، في شخصية واحدة، أمكنك أن تتصور جيدا عظمة الشدياق، ولو ولد هذا الرجل في أوروبا لدفن مع نخبة العظماء، ولنصبت له التماثيل في أكثر مدن بلاده.
الإجبشيان غازت
خففوا من عتبكم أيها الإخوان فما مت وما أفلست كما ظن أحدكم، وما أنا خصم أحد من الناس فأصالحه وتكون الغرامة سكوتي، لا أسكت حتى تقوم ناقة صالح، ولكني أخشى أن أفضح شبابي الغض إن بحت بما عاقني، فعذرا أيها المراسلون، ولتكن كلمتي هذه جوابا لكل منكم.
ثم أليس من الصقاعة والبلاهة أن نبحث الأدب، والحبلى على الكرسي تتمخض وتملأ البلاد طحيرا وزحيرا؟
أليس من الخفة والسخف أن نغني النهاوند والرصد للغوغاء والضوضاء؟
فوالله لو فعلت وحدثتكم عن الأدب في موسم الانتخابات لقلتم ما أبلده وما أبرده، الدولة تعلم الحياة الدستورية وهو غارق إلى أذنيه في الكتب الصفراء، صدقتم يا بشر، ولكن دستوركم المسخ يكلفنا كثيرا، وما لنا منه إلا الاسم، فهو - وحياتكم - مخلوق غريب عجيب، كثير الرءوس كتنين يوحنا الحبيب، وعديد الأيدي والأصابع كالأخطبوط، يأكل ولا يعمل، فلا أبوه فرح بميلاده ولا عين أمه قرت به، بل جفلت منه تنظر إليه كناقة عمر المجنونة.
عفوا، ما لنا وللسياسة، قد اشتط القلم والشدياق في الحازمية ينتظرنا، مرت على رأسه ثلاث وزارات: أبو شهلا، وبللمع، وثابت، فلعل الثالثة ثابتة كما يقول المثل اللبناني، فيعمل صاحب المعالي الجديد جورج بك ثابت شيئا يبيض وجوه الأدب، أبو شهلا نوى واستعد، وبللمع قامت قيامة الانتخابات في عهده وغطست الوزارة على دررها، ففزنا بعد تلك الزوبعة بعقد أطول من «العقد الفريد» فيه ثلاث وستون خرزة من خيرة المعادن؟
لعن الله هذا القلم فهو شموس جموح لا يخاف الملوي المحصد من القد كناقة ابن العبد، إن أخذت من لجامه قنطر كأنما سرت إليه العدوى من أحاديث الناس، فماذا أفعل به؟
أما الوزير الثالث في عهد ذكرى الشدياق، فالله نسأل أن يبسط السكينة فوق كرسيه في عهد الائتلاف؛ ليعيرنا أذنا صاغية، وينجز ما وعد به زميله الأسبق.
واخجلتنا من جريدة «البورس إجبسيان» الإفرنسية، التي كتبت ما يلي تحت عنوان: فارس الشدياق شاعر الشرق الأدنى الكبير.
Shafi da ba'a sani ba