8780

Journal of Islamic Research

مجلة البحوث الإسلامية

Nau'ikan

o وقال إسماعيل بن خليل: "لو كان أحمد بن حنبل في بني إسرائيل لكان آية" (١).
ولو تتبعت ثناء الأئمة عليه لطال بنا المقام، ولكن أختم بقول الإمام الذهبي: " كان أحمد عظيم الشأن، رأسا في الحديث، وفي الفقه، وفي التأله. أثنى عليه خلق من خصومه، فما الظن بإخوانه وأقرانه؟!! وكان مهيبا في ذات الله. حتى قال أبو عبيد القاسم بن سلام: ما هبت أحدا في مسألة ما هبت أحمد بن حنبل " (٢).

(١) الحلية (٩/ ٦٦) وتاريخ بغداد (٤/ ٤١٨) وتاريخ دمشق (٧/ ٢٥٠) والنبلاء (١١/ ٢٠٢).
(٢) النبلاء (١١/ ٢٠٣). وانظر: تاريخ دمشق (٧/ ٢٤٦) ومناقب الإمام (ص٢١٢).
احترام العلماء له:
العلماء لهم منزلة عظيمة ومكانة رفيعة، فهم ورثة الأنبياء، والعلم تاج يرفع من ذكر الإنسان ويعلي قدره، وكم من أصيل النسب حطه الجهل، وكم من وضيع النسب رفعه العلم فوق جميع الناس، وصدق من قال:
العلم يرفع بيتا لا عماد له ... والجهل يهدم بيت العز والشرف
ويزداد فضل الإنسان ومكانته بزيادة علمه وعمله، والإمام أحمد رحمه الله تعالى جمع الأمرين معا، مما جعل شيوخه قبل تلاميذه يقدرونه، ويجلونه، ويحترمونه، حتى قال إدريس بن عبد الكريم المقرئ:
" رأيت علماءنا مثل الهيثم بن جميل، ومصعب الزبيري - وذكر (٢٠) عالما من الحفاظ والفقهاء - فيمن لا أحصيهم من أهل العلم والفقه، يعظمون أحمد بن حنبل، ويجلونه، ويوقرونه، ويبجلونه، ويقصدونه للسلام عليه ".
وقال أحمد بن شيبان: " ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيما منه لأحمد بن حنبل، وكان يقعده إلى جنبه إذا حدثنا، وكان يوقر أحمد بن

25 / 227