Journal of Islamic Research
مجلة البحوث الإسلامية
Nau'ikan
ومن نفس المنطق اللغوي نقرأ بحث الأستاذ الدكتور مصطفى الزرقا في التفرقة بين أسلوب القرآن الكريم وأسلوب الحديث النبوي.
وهو يتحدث عن هذا التمايز فيقول: إنه إذا كان من المسلم به لدى أهل البصر الأدبي أنه يتعذر على الشخص الواحد أن يكون له أسلوبان في بيانه يختلفان اختلافا كبيرا فإن ذلك يرد على زعم بعض الأجانب الذين يدعون أن القرآن هو مجموعة من تأليف النبي ﵊.
* * *
ولقد أنزل الله هذا الكتاب الكريم على قلب نبيه. . فهل أنزله ليكون كتابا للجدل والمناقشة؟ أم جاء ليكون هدى للناس كافة. . يعيشون به نماذج تمشي على الأرض تسكب في جنباتها العدالة والبر والتقوى. لقد جاء القرآن ليتمثل الناس آياته أخلاقا عملية وفي الحديث عن السيدة عائشة أنها سئلت عن خلق النبي ﷺ فقالت «كان خلقه القرآن (١)». رواه مسلم. كما في تفسير القرطبي للآية الكريمة ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (٢) وإذن فالقضية قضية أتباع واتباع. . أناس يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وبلغة العصر يعيشون في المعامل والجامعات وفي المزارع والمصانع. . ويسلكون في شئون العلوم والإدارة وفي السلم والحرب وفي المالية والاقتصاد بأخلاق القرآن وتعاليم القرآن.
من هنا تأتي أهمية التراجم:
وكعب بن مالك هذا الذي نقدمه أو قل الذي يقدمه لنا الدكتور محمد محمد خليفة قد أسلم في عهد رسول الله ﷺ.
وافتدى الإسلام بسيفه قبل قلمه. .
فمنذ التقى بالرسول ﷺ وعرفه به العباس قائلا: هذا كعب بن مالك!!
فقال الرسول ﷺ: الشاعر!؟
منذ ذلك التاريخ وكعب مع حركة المد الإسلامي حتى وفاته. .
ولكن شاعرنا هذا بطل السيف والقلم لما جرت به الحياة كما تجري بالناس وقعت الدنيا في قلبه. .!
وكان أن تخلف عن غزوة تبوك. .
وهو إذا تخلف كان بارزا. . بارزا في صدقه. . يقول: -
ما تخلفت عن غزوة غزاها رسول الله ﷺ غير أني كنت قد تخلفت في غزوة بدر، وكانت غزوة لم يعاتب رسول الله ﷺ أحدا تخلف عنها، وتخلفت في تبوك و" كنت قويا ميسورا! "
_________
(١) صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٤٦).
(٢) سورة القلم الآية ٤
1 / 41