في فيضها ينغمس الآثمون،
ومن خطاياهم يتطهرون.
وسدت سوزيلا أذنيها وقالت: هذا شيء فاحش حقا.
وقال لها ويل: هذه هي الأنشودة المفضلة لأستاذ أسرتي المدرسية. كنا نتغنى بها مرة كل أسبوع تقريبا طوال وجودي بالمدرسة.
قالت: أحمد الله أن البوذية لم يكن بها قط دماء. عاش جوتاما
3
حتى بلغ الثمانين من عمره، ومات لأنه كان مجاملا إلى حد أنه لم يرفض الطعام السيئ. والظاهر أن الميتة العنيفة تستدعي دائما مزيدا من الموت العنيف. «إذا كنتم لا تصدقون أنكم بدماء مخلصي تفتدون أغرقتكم في دمائكم.» في العام الماضي درست في شيفا بورام شيئا من تاريخ المسيحية.
وارتعدت سوزيلا من الذكرى ثم قالت: يا للهول! وذلك كله لأن ذلك الرجل المسكين لم يعرف كيف ينفذ نواياه الطيبة.
قال ويل: وأكثرنا يسير على هذا المنوال. الشر لا نريده ولكنا نفعله، وبأية طريقة!
وكان رد الفعل عند ويل هو ألا يتسامح مع من لا يستحق التسامح، فضحك ساخرا من نفسه. ضحك لأنه كان يعلم طهارة قلب مولي، ولكنه - وبعينين مفتوحتين - اختار الفجوة القرنفلية وما تعنيه من شقاء لمولي، ونهاية لها، وإحساسه بالذنب يفتك بصدره ثم بالألم، الألم المبرح الذي شعر به بدرجة لا تتناسب البتة مع مسبباته الوضيعة الهزلية في طبيعتها، وذلك عندما فعلت بابز في الوقت المناسب ما لا بد أن يتوقعه أي غافل من أنها لا بد فاعلته؛ عندما طردته من فردوسها الجهنمي الذي أضاءه إعلان الخمر واتخذت غيره عشيقا لها.
Shafi da ba'a sani ba