ووافقته قائلة: بسيط بدرجة مذهلة، ومع ذلك فعلى مدى علمي نحن الشعب الوحيد الذي يعلم «ح. أ» بانتظام للأطفال. أنتم تكتفون بأن تذكروا لهم ما هو مفروض عليهم أن يفعلوه، ثم تتركون الأمر عند هذا الحد، تقولون لهم مثلا أحسنوا السلوك. ولكن كيف؟ إنكم لا تشرحون لهم ذلك قط. كل ما تفعلون هو أنكم تقدمون إليهم النصيحة وتوقعون بهم العقاب. يا لها من بلاهة!
ووافقها على ذلك وقال: إنها محض بلاهة! وتذكر مستر كراب رئيس الأسرة بالمدرسة وهو ينصحهم بتجنب الاستمناء الذاتي، كما تذكر العقوبات البدنية والمواعظ الأسبوعية وصلاة الوعيد في أربعاء الرماد
2
حينما كان يقال لهم: «ملعون من يضاجع زوجة جاره، آمين.» - وإذا أخذ الأطفال عندكم هذه البلاهة مأخذ الجد أصبحوا آثمين بائسين عندما يكبرون . وإذا هم لم يأخذوه مأخذ الجد أمسوا ساخرين بائسين. وإذا هم تصرفوا من منطلق السخرية البائسة كانوا إما بابويين وإما ماركسيين. ولا عجب أن تكون لديكم هذه الألوف من السجون والكنائس وزنزانات الشيوعية. - أفهم من ذلك أن لديكم منها القليل في بالا.
وهزت سوزيلا رأسها وقالت: ليس لدينا ما يشبه سجن الكتراز أو بيلي جريهام أو ماوتسي تنج. ليس لدينا جحيم على الأرض ولا نعيم في السماء، ولا أمل الشيوعية في القرن الثاني بعد العشرين. نحن مجرد رجال ونساء وأطفالهم نحاول أن نستغل «الآن وهذا المكان» غير خير ما يستطاع، بدلا من أن نعيش في مكان آخر كما تفعلون أنتم في أكثر الأحيان. وفي وقت آخر، في عالم خيالي آخر من صنع أنفسنا. والواقع أن الخطأ ليس منكم؛ فأنتم مرغمون تقريبا على هذا الأسلوب من العيش لأن الحاضر يخيب آمالكم. وهو يخيب آمالكم لأنكم لم تتعلموا قط أن تسدوا الفجوة التي تفصل بين النظرية والتطبيق، بين ما تقررون لأنفسكم في رأس السنة وسلوككم الفعلي.
وروى قولهم: أنا لا أعمل على تحقيق الخير الذي أريد، وإنما أعمل على تحقيق الشر الذي لا أريد. - من قال هذا؟ - الرجل الذي نشر المسيحية. القديس بولس.
قالت: هذه أسمى المثل العليا الممكنة بغير وسائل لتحقيقها. - ما عدا الوسيلة فوق الطبيعية التي تعمل على تحقيقها على يد شخص آخر.
وألقى ويل رأسه إلى الخلف وأنشد ما يلي:
من عروق عمانوئيل،
امتلأت بركة من الدماء،
Shafi da ba'a sani ba