واستطرد رجل السياسة حديثه فقال: هكذا أنفق الخمسة والعشرين في المائة الأولى من نصيبي. أما ما تبقى فسوف أنفقه على برنامج مكثف للتصنيع. وغير من نغمة الحديث مرة أخرى وقال: إن الحمقى الكبار هنا يريدون أن يصنعوا بعض المواقع فقط ويتركوا الباقي كما كان عليه منذ ألف عام. في حين أنك تريد أن تذهب بالتصنيع إلى آخر الشوط؛ تصنع من أجل التصنيع. - كلا، بل أصنع من أجل البلاد. أصنع لكي أجعل بالا بلدا قويا، ولكي أجبر غيرنا على احترامنا. انظر إلى راندنج؛ إنهم هناك في غضون خمس سنوات سوف يصنعون كل أنواع البنادق ومدافع الهاون والذخيرة التي هم في حاجة إليها، بيد أن الوقت يحتاج إلى وقت طويل لكي يصنعوا الدبابات، ولكنهم حتى آنئذ يستطيعون أن يشتروها من سكودا بأموال البترول.
وتساءل ويل متهكما: ومتى يرقون إلى صنع القنبلة الهيدروجينية؟
فأجاب موروجان: إنهم لم يحاولوا ذلك. وأردف قائلا: ومهما يكن من أمر فإن القنبلة الهيدروجينية ليست وحدها السلاح الأساسي. وقد نطق هذه العبارة مستمتعا بها، وكان من الواضح أن ذكر «السلاح الأساسي» كان محببا إلى مسامعه. ثم أضاف: أقصد الأسلحة الكيماوية والبيولوجية؛ إن الكولونيل ديبا يسميها القنابل الهيدروجية التي يملكها الإنسان المسكين. إن من أول مشروعاتي بناء مصنع كبير لمبيدات الحشرات. وضحك موروجان وغمز بإحدى عينيه وقال: وإذا استطعت أن تصنع مبيدات الحشرات فأنت تستطيع أن تصنع غاز الأعصاب.
وتذكر ويل ذلك المصنع الذي لم يتم بناؤه والذي يقع في إحدى ضواحي راندنج لوبو.
وكان قد سأل عنه الكولونيل ديبا وهما يمرقان قريبا منه في عربة المرسيدس: ما هذا؟
وأجابه الكولونيل: مبيدات للحشرات. ثم بابتسامة لطيفة كشف بها عن أسنانه الوضاءة أضاف: وقريبا سوف نصدرها لكل أنحاء جنوب شرقي آسيا.
وقد ظن آنئذ - بطبيعة الحال - أن الكولونيل يعني ما يقول. أما الآن - وقد سخر في نفسه - فإنه يرى أن الكولونيلات هم كولونيلات، وأن الصبية - حتى من أمثال موروجان - فهم صبية محبون للمدافع. سووف يكون هناك دائما كثير من المهام للمراسلين الخاصين خاصة بتجارب الموت.
ورفع ويل صوته سائلا: إذن فأنت سوف تقوم بتقوية جيش بالا؟ - قوى الجيش؟ لا، أنا سوف أخلقه؛ فإن بالا ليس لها جيش. - بتاتا؟ - بتاتا، فكلهم مسالمون. وخرجت من فيه هذه اللفظة: «مسالمون»، في اشمئزاز وسخرية: وسوف أبدا من لا شيء. - تعني أنك سوف تخلق الروح العسكرية وتدخل الصناعة؟ - تماما.
وضحك ويل قائلا: عود إلى الآشوريين، سوف ترجع في ثورتك إلى التاريخ القديم.
قال موروجان: هذا ما أرجوه، وهذه سياستي؛ ثورة مستمرة.
Shafi da ba'a sani ba