111

وأعاد ويل الكلمة في دهشة: مخدر؟ مخدر في مكان قالت سوزيلا إنه ليس به مدمون؟ أي نوع من أنواع المخدرات؟

وأجاب في صيغة فكهة يحاكي بها نغمة الراني المتذبذبة حينما تثار روحانيها، قال: إنه مصنوع من نوع من أنواع الفطريات السامة. - تلك الفطريات الحمراء الجميلة التي تعودت أن تجلس فوقها الأقزام الذين يحرسون كنوز الأرض؟ - لا، هذه الفطريات صفراء اللون. وقد اعتاد الناس أن يخرجوا لجمعها من الجبال. أما اليوم فهي تنمو في أحواض خاصة بالفطر بمرتفعات محطة التجارب، إنه مخدر يزرع بطريقة علمية. شيء جميل. أليس كذلك؟

وانفتح الباب محدثا صوتا، وسمعت ضجة ووقع أقدام تقترب من الردهة، وفجأة اختفت روح الراني الساخطة (التي تقمصها)، وعاد موروجان مرة أخرى ذلك التلميذ حي الضمير الذي حاول خفية أن يستر مظاهر انحرافه. وفي لمح البصر حل كتاب «مبادئ علم البيئة» محل مجلد «سيرز وروبك» واختفت تحت المنضدة الحقيبة المنتفخة المريبة. وبعد لحظة دخل فيجايا الغرفة يذرعها بخطواته عاريا إلى وسطه، لامعا كالبرنز الممسوح بالزيت، يتصبب منه عرق العمل في شمس الظهيرة، وسار من خلفه الدكتور روبرت. ورفع موروجان بصره من كتابه وعليه سيما الطالب النموذجي الذي قاطعه أثناء القراءة من انتهك حرمة المكان من العالم الخارجي الطائش. وبسرور بالغ أخذ ويل لتوه يؤدي بكل إخلاص ذلك الدور الذي وكل إليه أن يؤديه.

وعندما تقدم إليه فيجايا معتذرا عن التأخير، قال: أنا الذي جئت إلى هنا مبكرا؛ مما ترتب عليه أن صديقنا الصغير هنا لم يتمكن من متابعة دروسه؛ فقد كنا منهمكين في الجدل.

وسأل الدكتور روبرت: فيم؟ - في كل شيء، الكرنب، والملوك، والعجلات البخارية، والبطون المتدلية. وعندما جئتم كنا قد بدأنا الحديث في الفطر، وكان موروجان يحدثني عن الفطريات التي تستخدم هنا مصدرا للمخدرات.

وقال الدكتور روبرت ضاحكا: هل يدل الاسم على شيء ما؟ الإجابة، أنه يدل على كل شيء. إن موروجان لسوء الحظ قد نشأ في أوروبا ولذلك يسميه المخدر وشعوره نحوه الاستنكار المطلق الذي تثيره اللفظة القذرة، متأثرا بالفعل المنعكس الشرطي. أما نحن - فعلى عكس ذلك - نطلق على هذه المادة أسماء طيبة؛ نقول عنها «عقار الموكشا»، والكاشفة عن الواقع، وأقراص الحق والجمال. وبالخبرة المباشرة نعلم أنها جديرة بهذه الأسماء الطيبة. أما صاحبنا الصغير هذا فليست لديه معرفة مباشرة بهذه المادة، ولم يمكن إغراؤه بأن يجربها، فهي عنده مخدر، والمخدر - بحكم تعريفه - شيء لا يتعاطاه شخص مهذب.

وسأل ويل: ماذا تقول في هذا يا صاحب السمو؟

هز موروجان رأسه وتمتم قائلا: كل ما يعطيك إياه مجموعة من الأوهام. لست أدري لماذا أنحرف عن طريقي وأجعل نفسي أضحوكة؟

قال فيجايا ساخرا متفهكا: نعم لماذا؟ ولك أن تسأل لأنك في حالتك الطبيعية وحدك من بين أفراد الجنس البشري جميعا الذي لا يستغفله أحد وليس لديك أوهام عن أي شيء!

واحتج موروجان قائلا: إنني لم أقل ذلك قط، وكل ما قصدت هو أنني لا أريد ما عندكم من «سمادهي» زائف.

Shafi da ba'a sani ba