أجاب الدكتور ماك فيل: لم يكن لها البتة موقع. الشعر وحده كان النقطة السوداء عند أبي. قال إنه يحبه. والواقع أنه لم يكن يحبه، الشعر من أجل الشعر، الشعر باعتباره عالما مستقلا، يقع بين الخبرة المباشرة ورموز العلم؛ ذلك شيء لم يدركه، دعني أبحث عن صورته.
وتصفح الدكتور ماك فيل ألبوم الصور مرة أخرى ثم أشار إلى الصورة الجانبية العجفاء ذات الحاجبين الكثيفين.
وعلق ويل عليها بقوله: يا له من رجل أسكتلندي! - ومع ذلك كانت أمه وجدته لأمه من أهل بالا. - إنني لا أرى لهما أثرا. - في حين أن جده لأبيه الذي وفد من بيرث كان شديد الشبه بالراجبوت.
1
وحدق ويل في الصورة الفوتوغرافية القديمة لشاب ذي وجه بيضاوي وسبلتين جانبيتين سوداوين، يرتكز بمرفقيه على قاعدة من المرمر فوقها قبعته الطويلة الفارعة وقاعها إلى أعلى. - هل هذا هو جدك الأكبر؟ - أول من وفد إلى بالا من آل ماك فيل، الدكتور أندرو، ولد في عام 1822م في مدينة أسكتلندية (رويال بارا) حيث كان والده جيمس ماك فيل يملك مصنع حبال. وكانت هذه الحبال رمزا ملائما؛ لأن جيمس كان كالفينيا مخلصا لمذهبه. ولما كان يؤمن بأنه من الخيار فقد كان يستمد طمأنينة نفسية مشرقة من أن هؤلاء الملايين من زملائه يقضون حياتهم وحبل القدر ملتف حول أعناقهم وفي السماء ملاك يعد الدقائق ليوقعهم في شرك الموت.
وضحك ويل.
ووافقه الدكتور روبرت قائلا: نعم، إن الأمر يبدو مضحكا حقا، ولكنه لم يكن كذلك في ذلك الحين، بل كان جدا وأكثر جدية من القنبلة الهيدروجينية في هذه الأيام. كان من المعروف أن تسعة وتسعين وتسعة أعشار في المائة من البشر محكوم عليهم بالجحيم الأبدي. لماذا؟ إما لأنهم لم يسمعوا قط عن يسوع، وإما - إن كانوا قد سمعوا به - لأنهم لم يؤمنوا إيمانا كافيا بأن يسوع قد أنقذهم من عذاب النار. والدليل على أن إيمانهم لم يكن كافيا هو أنه كان من الواضح ومن الناحية العملية أن نفوسهم غير مطمئنة. والإيمان الكامل شيء يعود بالطمأنينة الكاملة للنفوس. ولكن طمأنينة النفس الكاملة شيء لا يملكه في الواقع أحد؛ ومن ثم فإن أحدا - من الناحية العملية - لا يملك الإيمان الكامل؛ ولذلك فكل امرئ مكتوب عليه العقوبة الأبدية.
قالت سوزيلا: إني لأعجب لماذا لما يصابوا جميعا بالجنون؟
قال الدكتور ماك فيل: أكثرهم لحسن الحظ لم يؤمن إلا بقمة رأسه، وقرع صلعة رأسه. ثم قال: بقمة الرأس كانوا يؤمنون بأن ذلك هو الحق لا ريب فيه. أما بالغدد والأعصاب فقد كانوا يعلمون ما هو أصدق من هذا؛ يعلمون أن كل ذلك هراء، ولم يكن الحق عند أكثرهم حقا إلا يوم الأحد، وحتى في هذا اليوم كان الحق بمعنى بكويكي
2
Shafi da ba'a sani ba