Jawhara
الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة
Mai Buga Littafi
دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م
Inda aka buga
الرياض
ومن مخزوم عكرمة بن أبي جهل بن هشام بن المغيرة، وهو ابن أخي الحارث وسلامة المذكورين آنفًا. ولم يُسْلم من بني هشام بن المغيرة غيرهما، وكانوا خمسةً. والباقون ماتوا كفارًا، وهم ثلاثة، أحدُهم أبو جهل والد عكرمة واسمه عمرو. وكان يُكنى أبا الحكم فكناهُ النبي ﵇ أبا جهل. وكان من أشدِّ المشركين عداوةً لرسول الله ﷺ، قُتل يوم بدر كافرًا، ضربه مُعاد بن عمرو بن الجموح، فقطع رجله، وضرب ابنه عكرمة يد معاذٍ فطرحها. ثم ضربه مُعوَّودُ بن عفراء حتى أَثبته، ثم تركه وبه رمق. ثم ذففَّ عليه عبد الله بن مسعودٍ الهذلُّي، واحتزَّ رأسه حين أمر رسول الله ﷺ أن يُلتمس في القتلى.
والعاصي بن هشام الثاني قُتل يوم بدر كافرًا، قتله عمر بن الخطاب، وهو خاله أخو أمِّه. وخالد بن هشام الثالث أُسر يوم بدر، وفُدي ومات كافرا. وابن أخيهم هشام بن العاصي بن هشام هو الذي جاء إلى رسول الله ﷺ يوم الفتح، فكشف عن ظهره، ووضع يده على خاتم النبوَّة. فأخذ رسول الله ﷺ يده، فأزالها. ثم ضرب في صدره ثلاثا وقال: " اللهمَّ أذهب عنه الغل والحسد " ثلاثا. فكان الأَوقص، وهو محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن يحيى بن هشام بن العاصي يقول: نحن أقلُّ اصحابنا حسدا. وولى الأوقص هذا قضاء مكة فما رُئَي مثله في العفاف والنبل. فبينما هو ذات ليلة نائم في عِلِّية مرَّ به سكران يتغنَّى ويلحن في غنائه، فقال: يا هذا، شربت حراما، وأيقظت نيامًا، وغنَّيت خطأ، خذه عني. فأصلحه عليه. وقال الأوقص: قالت لي أمي: يا بنيَّ قد خُلقت خِلقةً لا تصلح معها لمجامعة الفتيان في بيوت القيان، فعليك بالدين، فإن الله يرفع به الخسيسة، ويضع به النقيصة، فنفعني الله بقولها. وكان عكرمة بن أبي جهل من خيار مُسلمة الفتح، وكان فارسًا مشهورًا، هرب حين الفتح إلى اليمن، فلحقت به امرأتُه أمُّ حكيم بنت عمِّه الحارث بن هشام، فأتت به النبي ﷺ. فلما رآه قال: " مرحبًا بالراكب المهاجر " وكان مجتهدًا في قتال المشركين، صحيح الإسلام، طاهر القلب. استُشهد بأجنادين، وقيل: بمرج الصُّفَّر. وذكر الزبير بن بكار، قال:
1 / 80