فإنه لما كان السيد العلامة والماجد الذي هو إن شاء الله على قدم الصدق قائم ضياء الدين: سليمان بن أبي القاسم الأهدلي الحسيني(1) أسعده الله تعالى ممن أختص بالفضائل، وورث شرف آبائه الأوائل الأفاضل إذ هو بالتقوى متمسك، وبالعلم عامل، وكان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يضطلع بهما إلا عارف بالشريعة، كامل المرؤة والصنيعة، حال من الورع الشحيح والزهد الصريح ذروته المنيعة آمرا لنفسه بالحق قبل أن يأمر، ناهيا لها عن الباطل قبل أن يزجر، استخرنا الله [26/أ] سبحانه وتعالى، وأمرنا السيد الجليل أسعده الله تعالى أن يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويعلم معالم شريعة جده المطهر ويرشد إلى الحق الواضح والسبيل الأنور، ويبصر الجاهل ويقوم المائل، ويعدل الشائل بما علمه من كتاب الله المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وبلغه من سنة الرسول الأمين الذي لا ينطق عن الهوى ولا يحيف في الحق ولا يميل، صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين وعرفه من سيرة أئمة الهدى ومصابيح الدجى، ونجوم الإهتداء من عترة محمد المصطفى الذين هم كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى، فمن أعانه على ذلك في الجهات التهامية حرسها الله تعالى من الولاة والعمال والقبائل، فضلا عن السادات الأفاضل والعلماء الأماثل، فنسأل الله أن ينظمه في سلك الذين يأمرون بالقسط من الناس، ويدخله في زمرة من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين، وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس، وأن يجعلنا جميعا من الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
Shafi 69