السلطان الأكرم، ذو المقام الأفخم، المتمسك من محبتنا أهل البيت بعروة وثيقة[17/أ]، السالك إن شاء الله تعالى في الإتباع لهم والإقتداء بهم أحمد طريقة، المسعود إن شاء الله في جميع الأحوال، المبرور بإعانة الله في الأقوال والأفعال، فخر الدين علم الأكابر والرؤساء الأعاظم الأمجدين: عبد الله بن عمر بن بدر(1) بلغه الله في رضاه أقصى الآمال، وزاده من كل خير في الدين والدنيا أعظم نوال، وأتحفه بشريف السلام السني، وزليف الإكرام الهني ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن كتابكم الكريم وخطابكم الرائق الوسيم وصل إلينا مترجما عن المحبة التي انطوت عليها منكم القلوب، والمودة الصادقة التي لا يخالطها الغش إن شاء الله ولا يشوب، والمتمسك من مودة العترة النبوية بالحبل الذي مده علام الغيوب، فحمدنا الله عز وجل على ما منحكم من الفضائل، وأكرمكم به من معرفة حقه وحق رسوله في أهل بيته الأفاضل، وجعلكم إن شاء الله ممن شرح له الصدور ببشرى قوله تبارك وتعالى: {ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور}[الشورى:23].
ومن عليكم بركوب سفينة النجاة التي قال فيها من لا ينطق عن الهوى: ((مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجى، ومن تخلف عنها غرق وهوى))(2).
Shafi 42