ومنها ما أخبرني سيدنا القاضي العلامة شمس الدين أحمد بن سعد الدين أطال الله بقاه أن الإمام -عليه السلام- في أيام حصار زبيد مرض مرضا شديدا، ومرض أعوانه ومات بعضهم، واشتد به الأمر وحضر وقت إرسال أرزاق عسكره -عليه السلام- الذين في حصار زبيد فجمع الذي قدر عليه، وبقي أكثر من ألف حرف لم يجدها، وطلب القرضة فلم يحصل وقام من مجلسه بين اثنين من الضعف، ثم أغلق على نفسه وقد قلت له -عليه السلام- إن فلانا وفلانا من أهل الهجر منهم الفقيه صلاح بن سهيل لهم محبة وقدرة على القرض لو كتبت إليه يبذلون وسعهم، فقال: اكتب وأرسل رسولا معتادا لمثل ذلك، وكان ذلك بين الظهر والعصر وقمت من عنده -عليه السلام- على مثل ما تقدم وقد وقع معي ما شاء الله من حاجته وقلته مع المرض، فقلت: لو كنت الرسول ثم عدت عليه(1) وقد اشتدت به الحمى وعظم عليه حتى يقال: لا يكاد يعقل من شدة ذلك فناديته فتنبه وسألني فأخبرته بما رأيت من الرؤيا فقام باكيا وقال: توكل على الله ودعا بما أرجو من الله قبوله وقد دخل وقت صلاة العصر بكثير، وطلبت مركوبا فما وجد إلا بغلة ضعيفة رزوم وأنا لم قد صليت فقلت لعلي: أدرك الصلاة في غيل حوالي رجح موضعا معروفا، فوصلته وصليت وإذا الشمس مرتفعة، ثم عزمت وبارك الله في البغلة وأقول أصل الهجر بعد صلاة العشاء الأخيرة ، فوصلت الهجر والشمس باقية والمسافة بعيدة ورآني الأصحاب فاجتمعوا، ووصل الرسول الذي كان متجردا إليهم وقت غروب الشمس، فلمته على تقصيره وأمرت بحبسه، فأقسم بالله أنه صار عادته وجاء(2) طريقا أقرب من طريقنا وهذه الزيادة في النهار، وقطع هذه المسافة في هذا الوقت اليسير[8/ب] من الخارق للعادة قطعا، ثم قضى الغرض ويسر الله ذلك، وذكر كثيرا(3) يشبه هذه. انتهى.
Shafi 19