وأما أمراؤه في الجهاد أهل الملاحم الكبار الشداد فكما تراه في ذكر سيرته وعدد الملاحم الكثيرة، وأما عماله -عليه السلام- فهم طبقتان:
الأولى: الذين استعملهم قبل الفتوح للبلاد الكثيرة وظهور الدولة النبوية المنيرة، فكان على صعدة ومخاليفها ونجران وغيره مولانا صفي الدين وبركة المسلمين أحمد بن أمير المؤمنين المنصور بالله -سلام الله عليه- ثم كان كما سيأتي اضطرابات أحوجت الإمام -عليه السلام- إلى بعث صنوه مولانا العلامة الأكرم الملك العادل الأعظم سيف الإسلام وشرفه الهمام الحسن بن أمير المؤمنين -رضوان الله عليه- وبلاد الشرفين صنوه أيضا مولانا العلامة الجليل ذا العلم الجزيل والجهاد العريض الطويل شرف الإسلام الحسين بن أمير المؤمنين أيده الله، وأما بلاد صعدة ولاية مولانا أحمد بن أمير المؤمنين أولا ثم مولانا الحسن آخرا فلهما عمال علماء كرماء عظماء منهم السيد الرئيس الكبير العالم الشهير شمس الدين أحمد بن المهدي المؤيدي(1)، وقد تقدم ذكره في طبقات العلماء.
كان ينظر من ولي صعدة من صنويه -سلام الله عليه- وإليه من البلاد رازح العر وصور وبنوا جماعة(2) وما والاها، وله من السياسة والرياسة والكرم ما يطول به الشرح، توفي آخر عام أربع وأربعين(3) كما تقدم.
ومنهم السيد العلامة الحبر صارم الدين نبراس علم آل طه وياسين دواد بن الهادي بن المهدي بن يحيى بن الحسين بن أمير المؤمنين المؤيدي إليه بعض بلاد بني جماعة(4)، وبنو حذيفة(5)، وبنو سويد(6)، والعشة(7)، وما والاها.
ومنهم السيد العلامة الحبر شمس الدين أحمد بن محمد بن صلاح اليحيوي القطابري(8)، وإليه بلاد يسنم(9) وقطابر(10) وما إليها، وأما العمال من تحت أيديهم في غيرها فلا يستقرون وإن كان فيهم كلمة وأهل نهضة ورئاسة.
Shafi 129