Jawhar Shaffaf

Ibn Hadi d. 810 AH
91

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

Nau'ikan

Fikihu Shia

ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم(114)ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم(115) {ومن أظلم ممن منع مساجد الله} كراهة ذكر اسم الله فيها وهو يعني بيت المقدس ومحاربته، نزلت في الروم حين خربوا بيت المقدس وقيل: هو حكم عام لجنس مساجد الله وأن مانعها مكثر في الظلم والسبب فيه أن اليهود كانوا يطرحون في بيت المقدس الأذى ويمنعون الناس أن يصلوا فيه فغزتهم الروم وأخربوه وأحرقوا التوراة وقتلوا وسبوا وقيل: أريد به منع قريش رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم أن يدخل مكة عام الحديبية {وسعى في خرابها} انقطاع الذكر وتخريب البنيان أولئك المانعون {ما كان لهم إن يدخلوها إلا خائفين} على حال التهيب وارتعاد الفرائص من المؤمنين أن يبطشوا بهم فضلا أن يستولوا عليها ويلوها ويمنعوا المؤمنين منها.

وقد روي أنه لا يدخل بيت المقدس أحد من النصارى إلا متنكرا مسارقة خوفا من الضرب والعقوبة ولو علم به قتل {لهم في الدنيا خزي} يعني القتل للجزية والجزية للذمي، وقيل فتح مدائنهم وهي قسطنطينية ورومية وعمورية {ولهم في الآخرة عذاب عظيم} لا يخشى أعظم منه، {ولله المشرق والمغرب} أي: هو خالقها والأرض كلها له هو داحيها ومتوليها {فأينما تولوا} أي: في مكان فعلتم التولية بوجوهكم {فثم وجهه الله} أي: فهناك وجه الله أي: قبلته وجهته التي أمر بها ورضيها والمعنى أنكم إذا منعتم أن تصلوا في المسجد الحرام وفي بيت المقدس فقد جعلت لكم الأرض مسجدا فصلوا في أي بقعة شئتم من بقاعها فإن التولية ممكنة في كل مكان لا يختص إمكانها بمسجد دون مسجد، ولا في مكان دون مكان.

وروي أن هذه الآية نزلت في قوم من الصحابة سافروا فعميت عليهم القبلة وصلوا على أنحاء مختلفة فلما أصبحوا بينوا خطأهم فلما قدموا سألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك فنزلت {إن الله واسع عليم} أي: واسع الشريعة يوسع على عباده في دينهم عليم بمصالحهم.

وعن ابن عمر نزلت هذه الآية في صلاة المسافر على الراحلة أينما توجهت.

Shafi 98