292

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

Nau'ikan

Fikihu Shia

وعن أبي طلحة: غشينا النوم ونحن في مصافنا،وكان السيف يسقط من يد أحدنا فيأخذه، ثم يسقط فيأخذه، وما أحد إلا ويميل تحت حجفته، وعن الزبير لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين اشتد علينا الخوف فأرسل علينا النوم، والله إني لأسمع قول معتب بن بشير، والنعاس يغشاني يقول: لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا هاهنا، والأمنة من الأمن ونعاسا بدلا منها وهو من مقدمات النوم، {يغشا} يعني النعاس، {طائفة منكم} أي: جماعة وهم أهل الصدق واليقين وطائفة هم المنافقون، {قد أهمتم أنفسهم} يعني: ما بهم إلا هم أنفسهم لا هم الدين، ولا هم رسول الله والمسلمين، أو معناه قد أوضعتهم أنفسهم وما حل بهم في الغموم والأشجان لأجل ما نزل بهم من الخوف {يظنون بالله غير الحق} يعني يظنون بالله غير الظن الحق، الذي يجب أن يظن به [21{{ظن الجاهلية} تفسيرا لظنهم بالله غير الحق، لأن أهل الجاهلية لم يكونوا على ثقة بالدين، والمعنى: لا يظن مثل ذلك الظن إلا أهل الشرك الجاهلون بالله، فكان ظن المنافقين كظنهم، {يقولون} يعني: المنافقين {يقولون لرسول الله هل لنا من الأمر من شئ} معناه هل لنا معاشر المسلمين من أمر الله نصيب قط، يعنون النصر بالإظهار على العدو وقل يا محمد {إن الأمر كله لله} ولأوليائه المؤمنون وهو النصر والغلبة {يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك} معناه: يقولون لك فيما يظهرون هل لنا من الأمر من شئ، سؤال المؤمنين المسترشدين، وهم فيما يظنون على النفاق، {يقولون} يعني في أنفسهم أو بعضهم لبعض {لو كان لنا من الأمر شئ} أي: لو كان لنا من النصر والغلبة نصيب كما قال محمد إن الأمر لله ولأوليائه، {ما قتلنا هاهنا} أي: ما غلبنا قط، ولما قتل من المسلمين من قتل في هذه المعركة، {قل} لهم يا محمد {لو كنتم} أي: لو بعثتم {في بيوتكم لبرز} أي: لظهر من بينكم {الذين كتب عليهم القتل} أي: الذين علم الله أنهم يقتلون{إلى مضاجعهم} وهي مصارعهم ليكون ما علم الله أنه يكون، والمعنى أن الله كتب في اللوح المحفوظ قتل من يقتل من المؤمنين وكتب مع ذلك أنهم الغالبون لعلمه أن العاقبة في الغلبة لهم وأن دين الإسلام يظهر، على الدين كله وأن ما يصابون به في بعض الأوقات تمحيص لهم وترغيب في الشهادة بأن حرصهم عليها مما يحرض على الجهاد، فتحصل الغلبة، وقيل معناه هل لنا من التدبير من شئ، يعنون لم نملك شيئا من التدبير حيث خرجنا من المدينة إلى أحد، وكان علينا أن نقيم ولا نبرح، فما كان رأي عبد الله بن أبي وغيره، ولو ملكنا من التدبير شيئا لما قتلنا في هذه المعركة دل أن التدبير لله وقد دبر الأمر كما جرى ولو أقمتم بالمدينة ولم تخرجوا من بيوتكم لما نجا من القتل، من قتل منكم، {وليبتلي الله ما في صدوركم ويحمص ما في قلوبكم} المعنى: وليمتحن الله ما في صدور المؤمنين من الإخلاص، ويمحص أي: يظهر ما في قلوبهم من وساوس الشيطان فعل ذلك لمصالح جمة لا يعلمونها[22]، {والله عليم بذات الصدور} بمضمراتها فيجازي بها.

Shafi 356