Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Nau'ikan
قال رضي الله عنه: وجاز تمني الشهادة وفي تمنيها غلبة الكافر للمسلم لأن قصد منتهى الكافر كمن يشرب دواء النصراني للشفاء لا لتنفعه بالأجرة {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} والسبب أنه لما رمى عبد الله بن قمئة الحارثي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكسر رباعيته وشج وجهه أقبل يريد قتله فذب عنه مصعب بن عمير وهو صاحب الراية يوم بدر ويوم أحد، حتى قتله ابن قمئة وهو يرا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال قد قتلت محمدا وصرخ صارخ ألا إن محمدا قد قتل، وقيل كان الصارخ الشيطان ففشا في الناس خبر قتله، فرجعوا فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو إلي عباد الله حتى انحازت إليه طائفة من أصحابه فلامهم على هزيمتهم فقالوا يا رسول الله فديناك بآبائنا وأمهاتنا أتانا خبر قتلك فرعبت قلوبنا فولينا مدبرين، فنزلت أنه لما صرخ الصارخ قال بعض المسلمين ليت أن عبد الله ابن أبي يأخذ لنا أمانا من أبي سفيان وقال ناس من المنافقين: لو كان نبيا لما قتل، ارجعوا إلى إخوانكم إلى دينكم فقال أنس بن النضر عم أنس ابن مالك: يا قوم إن كان قتل محمدا فإن رب محمد حي لا يموت، وما تصنعون بالحياة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقاتلوا على ما قاتل عليه وموتوا على ما مات عليه، ثم قال اللهم إني أعتذر إليك مما يقولهؤلاء وأبرؤ إليك مما جاءوا به، ثم شد سيفه فقاتل حتى قتل.
Shafi 346