Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Nau'ikan
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين(133)الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين(134)والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون(135)
{سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة} في مصاحف المدينة والشام بغير واو والباقون بالواو ومعنى المسارعة إلى المغفرة والجنة الإقبال على ما يستحقان به {عرضها السموات والأرض} أي: عرضها عرضهما والمراد وصفها بالسعة والبسطة، فشبهت بأوسع ما علمه الناس من خلقه وأبسطه، وخص العرض لأنه في العادة أدنى من الطول، للمبالغة، وعن ابن عباس كسبع سموات وسبع أرضين، لو وصل بعضها ببعض {أعدت للمتقين} أي: هيئت لأهل تقوى الله {الذين ينفقون في السراء والضراء} معناه: في حال الرخاء واليسر وحال الضيقة والعسر لا يخلون في الإنفاق في كلتا الحالتين بما قدروا عليه من قليل أو كثير، كما يحكي مما يحكى عن بعضهم أنه ربما تصدق ببصلة وعن عائشة أنها تصدقت بحفنة عنب أو أراد ينفقون في جميع الأحوال، لأن مالا يخلو من حال مسرة ومضرة، لا يمنعهم حال فرح وسرور، ولا حال محنة وبلاء، من المعروف وسواء عليهم كان الواحد في عرش أو حبس فإنه لا يدع الإحسان وقدم في صفاتهم ذكر الإنفاق، لأنه أشق شئ على النفس، وأذلة على الاختصار، {الكاظمين الغيظ} كاظم الغيظ أن يمسك الإنسان على ما في نفسه منه بالصبر ولا يظهر له أثرا وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا)) وفيه : ((من كظم غيظه ستر الله عورته في الدنيا والآخرة)) .
Shafi 340