268

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

Nau'ikan

Fikihu Shia

وعن حذيفة)) يأتي على الناس زمان تكون فيه جيفة الحمار أحب إليهم من مؤمن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر)) وعن سفيان الثوري)) إذا كان الرجل مجيبا في جيرانه محمودا عن إخوانه يعمل أنه مداهن)) والآمر بالمعروف تابع للمأمور به إن كان واجبا فواجب وإن كان ندبا فندب، وأما النهي عن المنكر فواجب كله لأن المنكر تركه واجب، لاتصافه بالقبح وأما المكروه كراهة التنزيه فلا يسمى منكرا والنهي عنه مندوب مثل تركه، وشرائط النهي على مذهب آبائنا عليهم السلام أن يعلم الناهي أن ما ينكره قبيح لأنه إذا لم يعلم بأمر أن ينكر الحسن وأن لا يكون ما نهى عنه واقعا، لأن الواقع لا يحسن النهي عنه، وإنما يحسن الذم عليه، وأن لا يغلب ظنه أن المنهي يزيد في منكراته، وأن لا يغلب على ظنه أن نهيه لا يؤثر لأنه عبث، وأن يغلب على ظنه وقوع المعصية نحو أن يرى الشارب قد لهي بشرب الخمر، بإعداد آلاته وأن لا يغلب على ظنه أنه أنكر لحقته مضرة عظيمة، ويجب على كل مسلم ممكن منه واختص بشرائطه وقد أجمعوا على أن من رأى غيره تاركا للصلاة وجب عليه الإنكار لأنه معلوم قبحه لكل أحد، ويقتدى في الإنكار بالنهي، فإن لم ينفع فبالكلام الحسن والتهدد فإن لم فبالضرب ثم بالقتل، إلا أن الغرض كف المنكر قال تعالى {فأصلحوا بينهما} ثم قال فقاتلوا وإنكار القتال يجب على الإسلام وخلفائه لأنهم أعلم بالسياسة ومعاهم عدتها ويأمر وينهي كل مكلف وغير مكلف إذا هم بضرر غيره كالصبيان والمجانين وينهى الصبيان عن المحرمات حتى لا يتعودوها كما يأخذون بالصلاة ليمرنوا عليها، ويجب على مرتكب المنكر أن ينتهي عما يرتكبه، لأن ترك ارتكابه وإنكاره واجبات عليه، فيتركه أحد الواجبين، لا يسقط عنه الواجب الآخر، وعن السلف: مروا بالخير وإن لم تفعلوا وعن الحسن أنه سمع بعضهم يقول: لا أقول مالا أفعل، فقال: وأينا يفعل ما يقول ود الشيطان لو ظفر بهذه منكم فلا يأمر أحد بمعروف، ولا ينهى عن منكر، وقال: تدعون إلى الخير وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر لأن الدعاء إلى الخير عام في التكاليف من الأفعال والتروك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص فجئ بالعام ثم عطف عليه الخاص، إعلاما بفضله {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا} أي: لا تكونوا يا مسلمون كاليهود والنصارى، الذين تفرقوا [5{ تفرقوا في دينهم واختلفوا {من بعد ما جاءهم البينات} والمعجزات والدلائل الموجبة للاتفاق على كلمة واحدة، وهي كلمة الحق، وقيل هو مبتدعوا هذه الأمة وهم المشبهة والمجبرة والحشوية وأشباههم {وأولئك لهم عذاب عظيم} معنى أولئك المتفرقون المختلفون.{لهم في الآخرة عذاب} لا أعظم منه وهو عذاب النار {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} البياض من النور والسواد من الظلمة فمن كان من أهل نور الحق وسمي بياض اللون وإشراقه وابيضت صحيفته وأشرقت وسعى النور بين يديه، ويمينه ومن كان من أهل ظلمة الباطل وسمي بسواد اللون وكسوفه واسدوت صحيفته وأظلمت وأحاطت به الظلمة من كل جانب نعوذ بالله وسعة رحمته من ظلمات الباطل وأهله، {فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم} يقال لهم أكفرتم بتوبيخ لهم وتعجب من حالهم، والظاهر أنهم أهل الكتاب وكفرهم بعد الإيمان تكذيبهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد اعترافهم به قبل مجيئه.

وعن عطاء: تبيض وجوه المهاجرين والأنصار وتسود وجوه بني قريضة والنضير وعن أبي أمامة هم الخوارج، {فذوقوا العذاب} أي: ذوقوا مرارته وحرارته {بما كنتم تكفرون} بسبب ما كنتم عليه في الدنيا من الكفر.

Shafi 323