Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Nau'ikan
إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم(35)فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم(36) {إذ قالت امرأة عمران} بن ماثان أم مريم البتول جدة عيسى عليه السلام وهي حسنة بنت فاقود وقوله إذ قالت امرأة عمران على اثر قوله وآل عمران مما رجح أن عمران هو عمران بن ماثان جد عيسى والقول الآخر يرجحه أن موسى يقرن بإبراهيم كثيرا في الذكر وربما أنها كانت عاقرا لم تلد إلى أن عجزت فبينا هي في ظل شجرة بصرت طائر يطعم فرخا فتحركت نفسها للولد فتمنته وقالت اللهم إن لك علي نذرا مشكرا إن رزقتني ولدا أن أتصدق به على بيت المقدس فيكون من سدنته، فحملت بمريم وهلك عمران وهي حامل {ربي إني نذرت لك ما في بطني محررا} أي: معتقا لخدمة بيت المقدس لا أشغله بشئ، وكان هذا النوع من النذر مشروعا عندهم.
وروي أنهم كانوا ينذرون هذا النذر فإذا بلغ الغلام خير بين أن يفعل وأن لا يفعل وعن الشعبي محرارا مخلصا للعبادة ، وما كان التخيير إلا للغلمان وإنما بنت الأمر على التقدير، وطلبت أن ترزق ذكرا {فتقبل مني} أي: اقبل نذري قبول رضى {إنك أنت السميع العليم} تسمع قولي وتعلم ضميري {فلما وضعتها} أي: النسمة {قالت ربي إني وضعتها أنثى} تباركا للموضعة أي وضعة النسمة أنثى لا ذكرا قالت ذلك تحسرا على خيبة رجائها وعكس تقديرها فتحزنت إلى ربها لأنها كانت ترجو وتقدر أن تلد ذكرا ولذلك نذرته محررا للخدمة، ولحزنها وحسرتها قال الله تعالى {الله أعلم بما وضعت} تعظيما لموضعها وتجهيلا لها بقدر ما وهب لها منه ومعناه: والله أعلم بالشئ الذي وضعت وما علق به من عظائم الأمور، وأن يجعله وولده آية للعالمين وهي جاهلة بذلك لا تعلم منه شيئا فلذلك تحسرت.
Shafi 279