229

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

Nau'ikan

Fikihu Shia

قال رضي الله عنه: ذكر الله تعالى قدرته الباهرة بذكر حال الليل والنهار في المعاقبة بينهما وحال الحي والميت في إخراج أحدهما من الآخر وعطف عليه رزقه بغير حساب، دلالة على من قدر على تلك الأفعال العظيمة المحيرة للأفهام ثم قدرات رزق بغير حساب، فهو قادر على أن ينزع الملك من العجم ويذلهم ويؤتيه العرب ويعزهم، وفي بعض الكتب أنا الله ملك الملوك قلوب الملوك ونواصيهم بيدي فإن العباد أطاعوني جعلتهم عليهم رحمة، وإن العباد عصوني جعلتهم عليهم عقوبة فلا تشتغلوا بسبب الملوك ولكن توبوا إلي أعطفهم عليكم، وهو معنى قوله –عليه السلام-: ((أعمالكم عمالكم كيف ما تكونوا يولى عليكم)) {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء} نهوا أن يولوا الكافرين لقرابة بينهم وصداقة قبل الإسلام، أو غير ذلك من الأسباب التي تصادق بها وتعاشر، وقد كرر ذلك في القرآن لأن المحبة في الله والبغض في الله باب عظيم، وأصل من أصول الإيمان {من دون المؤمنين} يعني أن لكم في موالاة المؤمنين مندوحة عن موالاة الكافرين، ولا تؤثروهم عليهم،{ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ} أي: ومن يول الكفرة فليس من موالاة الله في شئ يقع عليه اسم الولاية يعني: أنه منسلخ من ولاية الله رأسيا وهذا الأمر معقول، فإن موالاة الولي وموالاة عدوه متنافيان، {إلا أن تتقوا منهم تقاة} يعني: إلا أن تخافوا من جمعتهم أمرا يجب اتقائه رخص لهم في موالاتهم إذا جاءوهم والمراد بالموالاة المرخص فيها، موالاة في ظاهر الأمر، ومعاشرة مع انطواء القلب على العدوان لهم والبغضاء وانتظار زوال المانع من إظهار العداوة كقول عيسى عليه السلام: كن وسطا وامش جانبا أي: ليكن جسدك مع الناس ونيتك مع الله {ويحذركم الله نفسه} فلا تتعرضوا لسخطه لموالاة أعدائه وهذا وعيد شديد على الموالاة {وإلى الله المصير} المرجع يوم القيامة فيعاقبكم على موالاة الأعداء.

Shafi 275