217

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

Nau'ikan

Fikihu Shia

آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير(285)لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين(286) {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} هو محمد صلى الله عليه وآله وسلمأي: صدق بجميع ما أنزل إليه من الوحي والقرآن {والمؤمنون} عطف على الرسول ومبتدأ أي: أمنوا بما أمن به وبما أنزل إليه {كل} يعني من الرسول والمؤمنين {آمن بالله} بوحدانيته وعدله ووعده ووعيده {وملائكته وكتبه ورسله} يعني: بجميع كتبه المنزلة المعرفة بالرسل أجمعين {لا نفرق} أي: يقولون لا نفرق {بين أحد من رسله} كما فرقت اليهود والنصارى في إيمان كل فريق بكتابهم ورسلهم لا غير {وقالوا سمعنا} أي: أجبنا وأطعنا وامتثلنا {غفرانك} أي: نستغفرك غفرانك أي: نستغفرك ولا نكفرك ربنا أي: مالكنا {وإليك المصير} أي: وإلى حكمك المرجع {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} الوسع ما يسع الإنسان ولا يضيق عليه ولا يخرج فيه أي: لا يكلفها إلا ما تتسع فيه طرقه وتسهل على الإنسان فعله لأنه مدى طاقته ومجهوده وهذا إخبار بعدل الله ورحمته لأنه كان في إمكان الإنسان وطاقته أن يصلي أكثر من الخمس ويصوم أكثر من الشهر ويحج أكثر من حجة {لها ما كسبت} من خير ينفعها {وعليها ما اكتسبت} من شر يضرها لا يؤاخذ بذنبها غيرها، ولا يثاب غيرها بطاعتها وخص الخير بالكسب والشر بالاكتساب زيادة احتمال من حيث أن الشر مما تشتهيه النفس وتأمر به، وهي في تحصيله أعمل وأجد فحطت لذلك مكتسبة ولما لم يكن في الخير كذلك وصفت مما لا دلالة فيه على الاعتمال {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} أي: لا تؤاخذنا بالنسيان أو الخطأ إن فرط منا المؤاخذة بالشئ، المطالبة به والنسيان والخطأ معفو عنهما لكن المراد لا تؤاخذنا بالتفريط والإغفال الذي حصل بسببه والشيطان لا يقدر على فعل النسيان وإنما يوسوس فتكون وسوسته نسيا للتفريط الذي منه النسيان ولأنهم كانوا متقين الله حق تقاته فما كان التفرط منهم فرطة إلا على وجه النسيان والخطأ فكان وصفهم بالدعاء بذلك إعلاما ببراءة ساحتهم عما يؤاخذون به كأنه قيل: إن كان النسيان والخطأ مما يؤاخذ به فما فيهم سبب مؤاخذة لأن الخطأ والنسيان ويجوز أن تدعوا الأسباب بما علم أنه حاصل له قبل الدعاء من فضل الله طلبا لاستدامته، واعترافه بالنعمة فيه، {ربنا ولا تحمل علينا إصرا[134{كما حملته على الذين من قبلنا} الإصر العبء الذي يأصر حامله أي يحبسه مكانه لثقله، استعير للتكلف الشاق، من نحو قتل النفس وقطع موضع النجاسة من الجلد، يعني من الفر والخف ونحوهما لا من الجسد والثوب، وهذه كانت تكاليف بني إسرائيل الذين أرادهم بقوله {على الذين من قبلنا} {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} من العقوبات النازلة بمن قبلنا طلبوا الإعفاء عن التكاليف الشاقة التي كلفها من قبلهم ثم عما نزل عليهم من العقوبات على تفريطهم في المحاوطة عليها {واعف عنا} سامحنا واسقط عنا {واغفر لنا} استر لنا ذنوبنا{وارحمنا} بتجاوزك عنا{أنت مولانا} أي سيدنا ونحن عبيدك أو ناصرنا أو متولي أمورنا{فانصرنا} فمن حق المولى أن ينصر عبيده.

وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما دعا بهذه الدعوات قيل له عند كل كلمة قد فعلت {على القوم الكافرين} يعني: بإقامة الحجة عليهم حتى تظهر ديننا على الدين كله كما وعدتنا وعنه عليه السلام)) من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه قيل من المكروه وقيل من قيام الليل)) قال النواوي: وإن قلت من كليهما فحسن.

Shafi 258