Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Nau'ikan
وعن مجاهد والضحاك بأنهم لم يجوزا إلا في حال السفر، أخذا بظاهرها وعن ك نصح الارتهان بالإيجاب والقبول دون القبض {فإن أمن بعضكم بعضا} أي: فإن أمن بعض المداينين بعض المدينون لحسن ظنه به ووصوفه المديون بالأمانة والوفاء {فليؤد الذي أوتمن أمانته} هذا حث للمديون على أن يكون عند ظن المداين به وأمنه منه وائتمانه له وأن يؤدي إليه الحق الذي أتمنه عليه، فلم يرتهن منه وسمي الدين أمانة وهو مضمون لائتمانه عليه بترك الارتهان منه، {وليتق الله ربه} أمر للمديون بتقوى الله تأدية الدين الذي أتمن عليه {ولا تكتموا الشهادة} كتمتها أن لا ينطق بها، {ومن يكتمها فإنه آثم قلبه} أسند الإثم إلى القلب والجملة هي الآثمة إلى القلب وحده لأن الكتمان من عمل القلب ولأنه رئيس الأعضاء والمضغة التي إن صلحت صلح الجسد كله، فكأنه قيل: فقد يمكن الإثم لأصل نفسه،وملك أشرف مكان فيه ولئلا يظن أن كتمان الشهادة من الآثام المتعلقة باللسان فقط، وليعلم أن القلب أصل متعلقه ومعدن اقترافه واللسان ترجمان عنه ولأن أفعال القلوب أعظم من أفعال سائر الجوارح وهي لها كالأصول التي يستيعب منها ألا ترى أن أصل الحسنات أو السيئات الإيمان والكفر وهما من أفعال القلوب فإذا جعل كتمان الشهادة من آثام القلوب فقد شهد له أنه من عظائم الذنوب.
Shafi 255