200

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

Nau'ikan

Fikihu Shia

قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم(263) ياأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين(264) {قول معروف} أي: رد جميل {ومغفرة} أي: عفو عن السائل إذا وجد منه ما يثقل على المسئول أو نيل مغفرة من الله بسبب الرد الجميل أو عفوا من جهة السائل لأنه إذا أراده ردا جميلا عذره {خير من صدقة يتبعها أذا} من المتصدق للمتصدق عليه {والله غني} لا حاجة به إلى منفق بمن ويؤذي {حليم} عن معاجلته بالعقوبة وهذا سخط منه تبارك وتعالى ووعيد لمن يمن في صدقته ويؤذي عليها ثم بالغ في ذلك بما أتبعه من تكرير القول في إبطال الصدقة بالمن فقال:{يا أيها الذين أمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} أي: لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى {كالذي ينفق ماله رياء الناس} أي: كإبطال المنافق الذي ينفق ماله رياء الناس لا يريد بإنفاقه رضى الله ولا ثواب الآخرة، ولا يؤمن بالله واليوم الآخر، يعني: ولا يؤمن بثواب الله ولا بعقابه، ولا باليوم الآخر، وهو يوم البعث والجزاء فلذلك لم يقصد إلا رياء الناس، واستجلاب مدحهم، {فمثله كمثل صفوان} مثله ونفقته التي لا ينتفع بها بصفوان وهو الحجر الأملس عليه التراب {فأصابه وابل} أي: مطر عظيم القدر {فتركه صلدا} أي: جرد نقيا من التراب الذي كان عليه ومنه صلد حين الأصلع إذا برد {لا يقدرون [122{على شئ مما كسبوا} أراد الذي ينفق ماله لأن معناه الجمع كأنه قال لا تبطلوا كإبطال الفريق الذي ينفق وهم فريق المنافقين {والله لا يهدي القوم الكافرين} لأنهم لا يقبلون الهدي وهو اللطف والتوفيق، فلا يهديهم لعمل يستحقون عليه الثواب.

Shafi 235