147

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

Nau'ikan

Fikihu Shia

{الحج أشهر معلومات} إما معروفات عند الناس لا يتكلف عليه، وهن شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة ومذهب آبائنا –عليهم السلام- وعند ش تسع ذي الحجة وليلة يوم النحر دون يومه، وعند ك. شهر الحجة كله {فمن فرض فيهن الحج} أي: ألزمه نفسه بالنية والإحرام والتلبية {فلا رفث} أي: فلا جماع، لا يفسد أو فلا فحش من الكلام لأنه يكره {ولا فسوق} أي: ولا خروج عن حدود الشريعة، وقيل: هو السباب والتنابز بالألقاب {ولا جدال في الحج} أي: ولا أمر مع الرفقاء والمكارين وإنما أمر باجتناب ذلك وهو واجب الاجتناب في كل حال، لأنه مع الحج أنهج كلبس الحرير في الصلاة، والتطريب في قراءة القرآن،والمراد بالنفي وجوب انتفائها، وأنها حقيقة بأن لا تكون وقرأ أبو عمرو وابن كثير الأولين بالرفض والأخر بالنصب لأنهما حملا الأولين على معنى النهي كأنه قيل فلا يكونن رفث ولا فسوق، والثالث على معنى الإخبار باتقاء الجدار كأنه قيل ولا شك ولا خلاف في الحج، وذلك أن قريشا كانت تخالف سائر العرب فتقف بالمشعر الحرام وسائر العرب يقفون بعرفة، وكانوا يقدمون الحج سنة ويؤخرونه سنة وهو أنفى فرد إلى وقت واحد، ورد الوقوف إلى عرفة، فأخبر الله أنه قد ارتفع الخلاف في الحج، واستدل على أن للنهي عنه هو الرفث والفسوق دون الجدال بقوله عليه السلام من حج ولم يرفث ولم يفسق خرج كهيئة يوم ولدته أمه ولم يذكر الجدال {وما تفعلوا من خير يعلمه الله} حيث على الخير عقيب النهي عن الشر وأن يستعملوا مكان القبيح من الكلام الحسن ومكان الفسوق البر والتقوى، ومكان الجدال الوفاق والأخلاق الجميلة، {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} أي: اجعلوا زادكم إلى الآخرة، اتقاء القبائح فإن خير الزاد اتقائها وقيل: كان أهل اليمن لا يتزودون ويقولون نحن متوكلون ونحن نحج بيت الله، أفلا يطعمنا فيكونون كلا على الناس، فنزلت فيهم ومعناه وتزودوا واتقوا والاستطعام وإيرام الناس والتثقيل عليهم {واتقوني} وخافوا عذابي، {يا أولي الألباب} يعني أن قضية اللب تقوى الله ومن لم يتقه من الألباب فكان اللب له.

ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين(198)ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم(199)فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق(200)

{ليس عليكم جناح أن تبتغتوا} :أي أن تطلبوا {فضلا من ربكم} عطاء منه وتفضلا، وهو النفع والربح والتجارة وكان أناس من العرب يتأثمون أن يتجروا أيام الحج وإذا دخل العشر كفوا عن البيع والشراء، فلم يقم لهم سوق، ويسمون من يخرج بالتجارة الداج، ويقولون هؤلاء الداج وليسوا بالحاج فنزلت.

Shafi 165