Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Nau'ikan
صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفيئ لهم قريش وأن يصدوهم، عن البيت ويقاتلوهم، وكره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قتالهم في الشهر الحرام في الحرم، فأنزل الله تعالى وقاتلوا في سبيل الله أي في دينه وطاعته {الذين يقاتلونكم} يعني قريش، {ولا تعتدوا} أي: لا تظلمون فتبدأوا بالقتال في الحرم {إن الله لا يحب المعتدين} أي: الظالمين {وقاتلوهم حيث ثقفتموهم} أي: حيث وجدتموهم {وأخرجوهم من حيث أخرجوكم} يعني مكة وقد فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمن لم يسلم منهم يوم الفتح {والفتنة أشد من القتل} الفتنة الشرك يعني: وشركهم بالله أعظم من قتلكم إياهم في الحرم، {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام} وهو مكة {حتى يقاتلوكم فيه} أي: يبدأوكم بالقتال نهوا عن ابتدائهم بقتل حتى يبدأ المشركون {فإن قاتلوكم} أي: بدءوكم فيه بالقتال {فقاتلوهم كذلك جزاء الكافرين} .أي بمثل ذلك.{فإن انتهوا} من الشرك والضلال.{ فإن الله غفور رحيم} ، لقوله رواه سهوا يغفر لهم ما قد سلف وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين(193)الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين(194)وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين(195) {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} أي: شرك يعني قاتلوهم حتى يسلموا أو ليس يقبل من المشرك الوثني جزية {ويكون الدين} أي: الطاعة والعبادة لله وحده خالصة ليس للشيطان فيها نصيب {فإن انتهوا} عن الشرك {فلا عدوان} أي: لا قتل ولا نهب {إلا على الظالمين} أي: غير المنتهين لأن مقاتلة المنتهين عدوان، {الشهر الحرام بالشهر الحرام} أي: إن قاتلوكم في الشهر الحرام فقاتلوهم في مثله ولما قاتلهم المشركون عام الحديبية في الشهر الحرام وهو ذو القعدة قيل لهم عند خروجهم لعمرة القضاء وكراهتم القتال، وذلك في القعدة في الشهر الحرام بالشهر الحرام أي: هذا الشهر بذلك الشهر وهتكه بهتكه، يعني تهتكون حرمته عليهم كما هتكوا حرمته عليكم {والحرمات قصاص} أي: وكل حرمة تجري فيه القصاص من هتك حرمة أي: حرمة كانت اقتص منه بأن تهتك له حرمة، فحين هتكوا حرمة شهركم فافعلوا بهم ذلك ولا تبالوا وأكد ذلك بقوله {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله} في حال كونكم منتصرين فمن اعتدى عليكم ولا تعتدوا إلى ما لا يحل لكم {واعلموا أن الله مع المتقين} ينصرهم ويعينهم لا تغيب عنهم نصرته.{وأنفقوا في سبيل الله} في الجهاد وجميع أنواع البر والصدقات {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} الباء في أيديكم زائدة والمعنى: ولا تقتضوا التهلكة أيديكم أي: لا تجعلوها آخذة بأيديكم، مالكة لكم. وقيل: بأيديكم بأنفسكم ومعنا النهي عن ترك الإنفاق في سبيل الله لأنه سبب الهلاك، أو عن الإسراف في النفقة حتى يفقر نفسه ويضيع عياله، أو عن الاستقتال والأخطار بالنفس وتعريضها للهلاك، {واحسنوا} في العمل والقيام بما كلفتم{إن الله يحب المحسنين} يريد إنابتهم ومن أحبه الله سعد.
Shafi 160