304

Jawahir

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Nau'ikan

سبحانه يأمرهم بالمعروف الآية يحتمل أن يكون ابتداء كلام وصف به النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن يكون متعلقا بيجدونه في موضع الحال على تجوز أي يجدونه في التوراة أمرا بشرط وجوده والمعروف ما عرف بالشرع وكل معروف من جهة المرؤة فهو معروف بالشرع فقد قال صلى الله عليه وسلم بعثت لأتمم محاسن الأخلاق والمنكر مقابله والطيبات عند مالك هي المحللات والخبائث هي المحرمات وكذلك قال ابن عباس والأصر الثقل وبه فسر هنا قتادة وغيره والأصر أيضا العهد وبه فسر ابن عباس وغيره وقد جمعت هذه الآية المعنيين فإن بني إسرائيل قد كان أخذ عليهم العهد بأن يقوموا بأعمال ثقال فوضع عنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقال ابن جبير الأصر شدة العبادة وقرأ أبن عامر آسارهم بالجمع فمن وحد الأصر فإنما هو اسم جنس عنده يراد به الجمع والأغلال التي كانت عليهم عبادة مستعارة أيضا لتلك الأثقال كقطع الجلد من أثر البول وإن لادية ولا بد من قتل القاتل إلى غير ذلك هذا قول جمهور المفسرين وقال ابن زيد إنما المراد هنا بالأغلال قول الله عز وجل في اليهود غلت أيديهم فمن آمن بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم زالت عنه الدعوة وتغليلها ومعنى عزروه أي وقروه فالتعزير والنصر مشاهدة خاصة للصحابة واتباع النور يشترك فيه معهم المؤمنون إلى يوم القيامة والنور كناية عن جملة الشرع وشبه الشرع والهدى بالنور إذ القلوب تستضيء به كما يستضيء البصر بالنور

وقوله سبحانه قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا هذا أمر من الله سبحانه لنبيه بإشهار الدعوة العامة وهذه من خصائصه صلى الله عليه وسلم من بين سائر الرسل فإنه صلى الله عليه وسلم بعث إلى الناس كافة وإلى الجن وكل نبي إنما بعث إلى فرقة دون العموم

وقوله سبحانه فآمنوا بالله ورسوله الآية حض على اتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقوله الذي يؤمن بالله وكلماته أي يصدق بالله وكلماته والكلمات هنا الآيات المنزلة من عند الله كالتوراة والإنجيل وقوله واتبعوه لفظ عام يدخل تحته جميع الزامات الشريعة جعلنا الله من متبعيه على ما يلزم بمنه ورحمته قلت فإن أردت الفوز أيها الأخ فعليك باتباع النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم شريعته وتعظيم جميع أسبابه قال عياض ومن إعظامه صلى الله عليه وإكباره إعظام جميع أسبابه وإكرام مشاهده وأمكنته ومعاهده وما لمسه عليه السلام أو عرف به حدثت أن أبا الفضل الجوهري لما ورد المدينة زائرا وقرب من بيوتها ترجل ومشى باكيا منشدا ... ولما رأينا رسم من لم يدع لنا ... فؤادا لعرفان الرسوم ولا لبا ...

... نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة ... لمن بان عنه أن نلم به ركبا ...

وحكي عن بعض المريدين أنه لما أشرف على مدينة الرسول عليه السلام أنشأ يقول ... رفع الحجاب للنا فلاح لناظري ... قمر تقطع دونه الأوهام ...

... وإذا المطي بنا بلغن محمدا ... فظهورهن على الرجال حرام ...

... قربنا من خير من وطئى الحصى ... فلها علينا حرمة وذمام ...

Shafi 60