وقوله سبحانه فانظر كيف كان عاقبة المفسدين فيه وعيد وتحذير للكفرة المعاصرين لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقوله سبحانه وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين حقيق علي أن لا أقول على الله إلا الحق قرأ نافع وحده على بإضافة على إليه وقرأ الباقون على بسكون الياء قال الفارسي معنى هذه القراءة أن على وضعت موضع الباء كأنه قال حقيق بان لا أقول على الله إلا الحق وقال قوم حقيق صفة لرسول تم عندها الكلام وعلى خبر مقدم وأن لا أقول ابتداء وإعراب أن على قراءة من سكن الياء خفض وعلى قراءة من فتحها مشددة رفع وفي قراءة عبد الله حقيق أن لا أقول وهذا المخاطبة إذا تأملت غاية في التلطف ونهاية في القول اللين الي أمر به عليه السلام وقوله قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معني بني إسرائيل قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين البينة هنا إشارة إلى جميع آياته وهي على المعجزة منها أدل وهذا من موسى عليه السلام عرض نبؤته ومن فرعون استدعاء خرق العادة الدال على الصدق وظاهر هذه الآية وغيرها أن موسى عليه السلام لم تنبن شريعته إلا على بني إسرائيل فقط ولم يدع فرعون وقومه إلا إلى إرسال بني إسرائيل وذكره لعله يتذكر أو يخشى وقوله فالقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين روي ان موسى قلق به وبمجاورته فرعون فقال لأعوانه خذوه فألقى موسى العصا فصارت ثعبانا وهمت بفرعون فهرب منها وقال السدي أنه أحدث وقال يا موسى كفه عني فكفه وقال نحوه سعيد بن جبير ويقال أن الثعبان وضع اسفل لحييه في الأرض وأعلاهما في أعلى شرفات القصر والثعبان الحية الذكر وهو أهول وأجرأ قاله الضحاك وقال قتادة صارت حية اشعر ذكرا وقال ابن عباس غرزت ذنبها في الأرض ورفعت صدرها إلى فرعون وقوله مبين معناه لا تخييل فيه بل هو بين أنه ثعبان حقيقة ونزع يده معناه من جبيبه أو كمه حسب الخلاف في ذلك
وقوله فإذا هي بيضاء للنظارين قال مجاهد كاللبن أو أشد بياضا وروي أنها كانت تظهر منيرة شفافة كالشمس تأتلق وكان موسى عليه السلام آدم أحمر إلى السواد ثم كان يرد يديه فترجع إلى لون بدنه قال فهاتان الآيتان عرضهما عليه السلام للمعارضة ودعا إلى الله بهما وخرق العادة بهما ت وظاهر الآية كما قال وليس في الآية ما يدل على أنه أراد بإلقاء العصا الانتظار والتخويف كما يعطيه ما تقدم ذكره من القصص
Shafi 42