51

Jawahir Alkur'ani

جواهر القرآن

Bincike

الدكتور الشيخ محمد رشيد رضا القباني

Mai Buga Littafi

دار إحياء العلوم

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Inda aka buga

بيروت

الفصل الثامن في الطريق الذي ينكشِفُ به للإنسان وجهُ العلاقة بين العالَميْن لعلَّك تقول: فاكشِف عن وجه العلاقة بين العالَمَيْن، وأنَّ الرُّؤيا لِمَ كانت بالمِثَال دون الصريح، وأنَّ رسول الله ﷺ لِمَ كان يرى جبريلَ كثيرًا في غير صورته، وما رآه في صورته إلا مَرَّتَين. فاعلم: أنك إن ظننتَ أن هذا يُلْقَى إليك دفعةً، من غير أن تُقَدِّم الاستعداد لقبوله، بالرياضة والمجاهدة، وإطِّراحِ الدنيا بالكلية، والانحيازِ عن غِمَار الخلق، والاستغراقِ في محبة الخالق وطلب الحق، فقد استكبرتَ وعَلَوْتَ عُلُوًّا كبيرًا، وعلى مِثلكَ يُبْخَل بمثله، ويُقال: جِئْتُمانِي لِتَعْلَمَا سِرَّ سَعْدِي ... تَجِدَاني بِسِرِّ سَعْدي شَحِيحا فاقْطَعْ طمَعَكَ عن هذا بالمكاتبة والمراسلة، ولا تطلُبْهُ إلا من باب المجاهدة والتقَوى، فالهداية تَتْلُوها وتُثَبِّتُها كما قال الله تعالى ﴿والذين

1 / 55