(فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) بسورة النساء فاخترمت المنية الشيخ شحاذة بالمدينة المنورة ودفن بجانب قبر سيدنا إبراهيم بن نبينا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فختم الشيخ عبد الرحمن القراءة السبعة من المحل الذي وقف عليه إلى آخر القرآن على تلميذ والده الشيخ شهاب الدين بن عبد الحق بالأزهر ثم قرأ عليه أيضا ختمة كاملة للقراء العشرة من طريق الشاطبية والدرة ولما أن ختم عليه بحضرة جمع من العلماء والفضلاء بصحن الجامع الأزهر على عادة من سلف من مشايخه قام المنشد شنشد قصيدة مدحا في عبد الرحمن فكان من جملتها أن قال تلك بضاعة ردت إلى أهلها فاستفول الشيخ ابن عبد الحق بأن ذلك إشارة إلى قرب موته // ٢١ // فكان ذلك وقد أخذ الشيخ شحاذة اليمني عن محقق زمانه الشيخ ناصر الدين الطبلاوي وأخذ الطبلاوي عن قطب الغوث فريد الأنام شيخ الإسلام أبي زكريا الأنصاري عليه رحمة الباري وقد أخذ شيخ الإسلام عن الشيخ العمدة رضوان العقبي وأخذ الشيخ رضوان عن صاحب الفن على الإطلاق من شاع علمه وكتبه في الأفاق وساوى من سلفه وفاق في التجويد والقرآن بل وفي فن الحديث أيضا حتى صار من الحفاظ شمس الدين محمد بن محمد الجزري وسبب كونه من الحفاظ كما قال بعض أشياخي أنه قيل له ذات يوم أن علم القرآات كثير التعب قليل الجدوى وأنت ذهنك رائق وفهمك فائق ومن كان هكذا فعليه بعلم الحديث لسعته فاجتهد فيه حتى حفظ مئة ألف حديث بأسانيدها وألف في مصطلح //٢٢ // الحديث أرجوزة خمس مئة بيت أغزر علما من ألفية العراقي وشرحها السخاوي وغيرها. وقد شرعت أنا في شرحها أيضا.
1 / 12