181

Jawahir Balagha

جواهر البلاغة: في المعاني والبيان والبديع

Mai Buga Littafi

المكتبة العصرية

Inda aka buga

بيروت

Nau'ikan

والوعظ، والإرشاد، والخطابة: في أمر من الأمور العامة، والتهنئة ومنشورات الحكومة إلى الأمة، وكتب الولاة إلى الملوك، لاخبارهم بما يحدث لديهم من مَهام الأمور، وهناك أنواع أخرى من الإطناب، كما تقول في الشيء المستبعد: رأيته بعيني، وسمعته بأدنى، وذقته بفمي: تقول ذلك لتأكيد المعنى وتقريره. وكقوله تعالى (فخرّ عليهم السَّقفُ من فوقهم) والسقف لا يخر طبعًا إلا من فوق، ولكنه دلّ بقوله (من فوقهم) على الإحاطة والشمول واعلم: أن الأطناب أرجحُ عند بعضهم من الإيجاز، وحُجَته في ذلك أن المنطق إنما هو البيان، والبيان لا يكون الا بالاشباع، والإشباع لا يقع إلا بالإقناع، وأفضل الكلام أبينُه، وأبينُه أشده إحاطة بالمعاني - ولا يحاط بالمعاني إحاطة تامة، إلا بالاستقصاء والاطناب. والمختار: أن الحاجة إلى كل من الاطناب، والإيجاز، ماسة: وكل موضع لا يسدّ أحدهما مكان الآخر فيه وللذوق السليم: القول الفصل في موطن كلٍ منهما.

1 / 206