Amsar Mukhtar
مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام (القسم الأول)
Nau'ikan
[وجوب اتباع الأئمة]
والجواب والله الموفق: أن الواجب اتباع الأئمة إذا أجمعوا؛ لما مر والعمل بقول من وافق الكتاب والسنة منهم إن اختلفوا أو العمل بالأحوط لما مر متكررا، ولاشك أن هذا أقوى من تقليد واحد منهم مع الاختلاف، مع عدم معرفته للكتاب والسنة، وإذا كان أقوى تعين وجوبه لكونه معلوم السلامة دون ما عداه، وقد قال تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم...}[الإسراء:36] الآية.
وقول السائل: ومن أنكر أن نظره لا يصل إلى ما يصل إليه نظر الأئمة لاسيما الهادي عليه السلام وأشباهه " فقد تسفسط فيه [الخبر] ما فيه؛ لأن التسفسط جحد الضرورة ومعرفة كون أنظار الأئمة أثقب من أنظار غيرهم لا يعلم ضرورة، وإنما هو استدلالي فقط دل عليه قوله تعالى: {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا}[الأنفال:29]، وهم أتقى من غيرهم لما تقدم من الأدلة الشاهدة بذلك، وقوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا...}[العنكبوت:69] الاية، وجهادهم أتم من جهاد غيرهم وأعظم؛ لكونهم أصله، وعليهم تدور رحاه، ولنحو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح...)) الخبر.
وقول السائل: إن المجتهد لايحصل له بنظره إلا ظن فقط مناقضة لما اقترحه علينا في مقدمة مسائله حيث طلب أن يؤتى في جواباتها بأدلة قطعية.
Shafi 296