Amsar Mukhtar
مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام (القسم الأول)
Nau'ikan
لو كان حبك صادقا لأطعته .... إن المحب لمن يحب مطيع ومن جملة طاعة الله الهجرة كما تقدم الدليل على ذلك، وقال تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون}[هود:15،16] وقال تعالى: {ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب}[الشورى:20] وقوله تعالى: {فأما من طغى، وآثر الحياة الدنيا، فإن الجحيم هي المأوى}[النازعات:37-39]، ومن ترك الهجرة لأجل ذلك فقد طغى بمعصيته لخالقه وآثر الحياة الدنيا وأراد حرث الدنيا وأراد الحياة الدنيا وزينتها ولم يرد حرث الآخرة ولاطاعة الله سبحانه إذ لو أراد ذلك لفعله.
وأما كون طاعته مع ذلك أكمل فهي في الحقيقة كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء؛ ولأنه مع ذلك غير متق لله سبحانه، وقد قال تعالى: {إنما يتقبل الله من المتقين}[المائدة:27]، وقال تعالى لمن آثر الحياة الدنيا: {فإن الجحيم هي المأوى}[النازعات:39]، وقال تعالى لمن أراد الحياة الدنيا وزينتها: {أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون} [هود:16]، كما تقدم بيانه الآن.
Shafi 245