192

Amsar Mukhtar

مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام (القسم الأول)

Nau'ikan

Fikihu Shia

وروى الحاكم في (السفينة) عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلينا فقال: ((خرجت من عند خليلي جبريل آنفا فقال: يا محمد، والذي بعثني بالحق إن لله عبدا من عباده عبد الله خمسمائة سنة على رأس جبل عرضه وطوله ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعا، والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية، فأخرج الله له عينا عذبا بعرض الأصبع [أبيض من بيض الحجر إذا رشح] بماء عذب فيستنقع في أسفل الجبل، وشجرة رمان تخرج له كل ليلة رمانة فيصوم يومه، فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته فسأل ربه عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا، وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء عليه سبيلا حتى يبعثه وهو ساجد ففعل، قال: فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا صعدنا فنجده في العلم يبعث يوم القيامة، فيقف بين يدي الله تعالى فيقول له الرب: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي، فيقول: بل بعملي، فيقول الله تعالى للملائكة: قايسوا عمل عبدي بنعمتي عليه، فيوجد عليه نعمة البصر قد أحاطت بعبادته خمسمائة سنة وبقيت نعمة الجسد فضلا عليه...)) الخبر بطوله.

وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه في الجنة) في بعض خطبه: (وتالله لو انماثت قلوبكم انمياثا، وسالت عيونكم من رغبة إليه ورهبة منه دما، ثم عمرتم في الدنيا ما الدنيا باقية، ما جزت أعمالكم ولو لم تبقوا شيئا من جهدكم أنعمه عليكم العظام وهداه إياكم الإيمان).

Shafi 218