وكذلك فعل في غنائم حنين(1)، وهب للمؤلفة قلوبهم من خمسين بعيرا إلى مائة بعير إلى مائتين إلى ثلثمائة، وحرم المهاجرين والأنصار في ذلك الوقت؛ حتى تكلم من تكلم من الأنصار، فكان منه من الفعل ما قد بلغك، وذلك فلم يفعله صلى الله عليه إلا للصلاح الذي رآه، فأمضى رأيه في الغنائم، ولم يقسمها على أهلها، نظرا منه عليه السلام؛ للمسلمين والإسلام.
وكذلك كان فعلنا في العشر، نقسمه مرة، ونتركه مرة، نتحرى في ذلك الإصلاح للإسلام إذا رأيناه، وبان لنا وعرفناه، وإذا استغنى الإسلام والمسلمون، وقلت حاجتنا إلى هذه الأعشار، قسمناها على أصنافها، أو من وجدنا منهم. وإذا احتاج المسلمون والإسلام إليها؛ آثرناهم بها على أهلها، نظرا منا لهم، ومعرفة بأن ذلك أرجع في كل الأمور عليهم.
Shafi 772