قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: أريد أن التاريخ سخيف لا خير فيه إن كان يعيد نفسه؛ لأن ذلك يدل على أنه لم يستطع للناس وعظا ولا إصلاحا.
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: وما ذنب التاريخ إذا كانت طبيعة الناس لا تتعظ ولا تقبل الإصلاح؟! فقل إن التاريخ سخيف، كما أن الموت سخيف؛ لأن الموت يعيش بين الناس ولا يبلغ من نفوسهم موعظة ولا إصلاحا.
نفوس
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: ما تقول في هذا البيت الذي لا يسأم الناس إنشاده من شعر المتنبي:
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: وماذا تريد أن أقول فيه؟ إنما هو حكمة من هذه الحكم التي يرسلها المتنبي فتطرد أحيانا، وتقصر عن الاطراد أحيانا أخرى، فمن كبار النفوس ما تتعب الأجسام، ومنها ما لا يمس الأجسام بتعب قليل أو كثير.
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: فلو أن المتنبي وضع النفوس الصغار موضع النفوس الكبار، فكيف كان يقول؟
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: كان يقول:
وإذا كانت النفوس صغارا
Shafi da ba'a sani ba