فرق أصحابه للسطو، وضرب لهم موعدا لاقتسام الغنيمة؛ فجاءه بعضهم بألف، وجاءه بعضهم بخمسمائة، وجاءه بعضهم بأكثر من ذلك وأقل.
فلما أراد القسمة زعم صاحب المائة أن حظه يجب ألا يقل عن حظ صاحب الألف، وهم القوم أن يجادلوه، فاضطرهم إلى الصمت والإذعان؛ لأنه أنذرهم بأن يرفع أمرهم وأمره إلى الشرطة.
ابتسامة
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: أليس يقال إن ابتسام الثغر آية على ابتسام النفس؟
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: وقد يقال إن ابتسام الثغر آية على عبوس النفس.
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: فقد رأيت على ثغر فلان ابتسامة لم أستطع لها تأويلا.
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: في ذلك الاجتماع الذي شهدته اليوم، أولم تسمع لما كان يقال؟ أولم تر إلى ما كان الناس يأتون من حركات؟
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: بلى.
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: لقد كنت تستطيع أن تقرأ في تلك الابتسامة التي رأيتها على ثغر فلان استخفافه بكل ما كنت تسمع، وبكل ما كنت ترى؛ لأنه كله لم يكن يصور إلا الكذب، والكذب الذي يريده أصحابه عن عمد، وهم يعلمون أنهم يكذبون.
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: وهل تقوم هذه الاجتماعات إلا على هذا الكذب؟
Shafi da ba'a sani ba