صدقة
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: إني أقرأ في كتاب الله هذه الآية الكريمة التي تروع بما فيها من الإيجاز والصفاء:
يسألونك ماذا ينفقون قل العفو ... فهلا فسرتها لي وفقهتني في معناها؟
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: فإن الناس كانوا يسألون النبي
صلى الله عليه وسلم
عما ينبغي أن ينفقوا من أموالهم برا بالبائسين ومعونة للمحتاجين، فأنبأهم الله بأن فيما زاد على حاجاتهم وحاجات من يعولون من الأهل والولد سعة لهذا البر ومادة لهذه المعونة، وإنما أراد إلى تأديبهم بما ينبغي أن يرعوا به حق أنفسهم وحق ذوي قرباهم وحق نظرائهم من الناس، وأراد قبل كل شيء أن يحملهم على الرفق بأنفسهم وبمن يعولون، وكانوا قد تأثروا بالدعوة الإسلامية واندفعوا إلى البر وأقبلوا عليه؛ حتى هم كثير منهم أن يشقوا على أنفسهم ويقتروا على أبنائهم وأزواجهم، فدعاهم الله ورسوله إلى أن يرعوا حقوقهم أولا، وحقوق غيرهم من الناس بعد ذلك. وقد أقبل رجل على النبي
صلى الله عليه وسلم
ذات يوم فقال له: «عندي دينار. قال: أنفقه على نفسك. قال الرجل: عندي غيره. قال: أنفقه على أهلك. قال الرجل: عندي غيره. قال: أنفقه على ولدك. قال الرجل: عندي غيره. قال النبي
صلى الله عليه وسلم : فأنت أبصر.» لم يأمره أن يتصدق به، ولم ينهه عن هذه الصدقة، وإنما ترك له أن ينفقه عن بصيرة في أمر دينه ودنياه. وأقبل رجل آخر ذات يوم على النبي
صلى الله عليه وسلم
Shafi da ba'a sani ba