وآل السيد مهدى الحليين (1) وغيرهم ممن يعسر تعدادهم ، ويبفوت الحصر جمعهم وآحادهم ، وكل تلك الفجائع والفضائع وان كانت في غاية الفظاعة والشناعة ومن موجبات الوحشة والدهشة ولكن يمكن للعقل ان يجوزها وللاذهان والوجدان ان يستسيغها ، وللافكار ان تقيلها وتهضمها ، ولاسيما وان القوم قد اقترفوا في قضية الخلافة وغصب المنصب الالهي من أهله ما يعد أعظم وأفظع.
ولكن قضية ضرب الزهراء ولطم خدها مما لايكاد يقبله وجداني ويتقبله عقلي ، يقتنع به مشاعري ، لالأن القوم يتحرجون ويتورعون من هذه الجرأة العظيمة ، بل لان السجايا العربية والتقاليد الجاهلية التي ركزتها الشريعة الاسلامية وزادتها تأييدا وتأكيدا تمنع بشدة أن تضرب المرأة أو تمد اليها يد سوء ، حتى أن في بعض كلمات أميرالمؤمنين عليه السلام ما معناه : أن الرجل كان في الجاهلية اذا ضرب المرأة يبقى ذلك عارا في أعقابه ونسله.
ويدلك على تركز هذه الركيزة بل الغريزة في المسلمين وأنها لم تفلت من أيديهم وان فلت منهم الاسلام : أن ابن زياد وهو من تعرف في الجرأة على الله وانتهاك حرماته لما فضحته الحوراء زينب عليها السلام ، وأفلجته وصيرته أحقر من نملة ، وأقذر من قملة ، وقالت له ثكلتك أمك يا ابن مرجانة ، فاستشاط غضبا من ذكر أمه التي يعرف أنها من ذوات الاعلام ، وهم أن يضربها ، فقال له عمرو بن حريث وهو من رؤوس الخوارج وضروسها انها امرأة لاتؤاخذ بشيء من منطقها ، فاذا كان ابن مرجانة امتنع من ضرب العقيلة خوف العار والشنار وكله عار وشنار ، وبؤرة
Shafi 63