مضطرا وسأخرج منها مكرها ، وبقيت فيها متحيرا ، ولم استفد من جميع علمي سوى أني لا أعلم ؛ ولجميع اكابر الحكماء من اسلام وغيرهم الكثير من امثال هذه الكلمات ، والشافعي يقول : كلما ازداد علما زادنى علما بجهلى ؛ والفخر الرازي يقول من أبيات له :
نهاية ادراك العقول عقال
وغاية سعي العالمين ضلال
وكفاف شاهدا على ضعف الانسان وقصور مداركه مهما كان قصة موسى عليه السلام مع الخضر مع ان موسى عليه السلام كان يومئذ نبيا ولله كليما ، ومع ذلك عجز عن معرفة أسرار أمور جزئية كخرق السفينة ، وقتل الغلام ، واقامة الجدار : فما ظنك بأسرار أمور جزئية كخرق السفينة ، وقتل الغلام ، واقامة الجدار : فما ظنك بأسرار الاحكام الكلية ، والنواميس الالهية ، فاذا الادلة القطعية عقلية ونقليه عن وجود امام يتردد في الامصار ولكنه غائب عن الابصار وجب الالتزام بذلك ولايجب علينا ان نعرف اسباب غيبته ومتى يظهر ؟ وكيف يظهر ؟ ولماذا لايظهر الان ؟ وقد فشى الجور والعدوان ، فان كل هذه الاسألة عبث وفضول وتلك اسرار تعجز عنها العقول.
روى الصدوق عن عبدالله بن الفضل الهاشمي قال : سمعت الصادق عليه السلام يقول :
** ان لصاحب هذا الامر غيبة لابد منها يرتاب فيها كل مبطل
** الامر لم يؤذن لنا في كشفه لكم
Shafi 157