Bangaren Gefen Hankali na Musulunci
الجانب العاطفي من الإسلام
Nau'ikan
لتعملون أعمالا هى أدق فى أعينكم من الشعر كنا نعدها فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم من الموبقات. وليس معنى ذلك أن الكبائر التى كانت على عهد النبى صلى الله عليه وسلم صارت بعده صغائر، ولكن معناه أنهم كانوا يستعظمون الصغائر لعظمة الله تعالى فى قلوبهم، ولم يكن ذلك الوجدان فى قلوب من بعدهم من المؤمنين. واختلفت الصوفية فى نسيان ما سلف من الذنوب، فقال بعضهم: حقيقة التوبة أن تنصب ذنبك بين عينيك، وقال آخر: حقيقة التوبة أن تنسى ذنبك، وهذان طريقان لطائفتين، وحالان لأهل مقامين، فأما ذكر الذنوب فطريق المريدين وحال الخائفين، وأما نسيان الذنوب فطريق العارفين وحال المحبين. قال زكى مبارك ونحن نرجح الرأى الثانى ونريد الأخذ به فى جميع الأحوال فإن تذكر الذنوب الماضية يشل العزيمة ويفت فى عضد التائب، ويخلق جوا جديدا للتعرف على ما سلف من الذنوب، وهو فوق ذلك جهد ضائع وشغل للقلب بما لا يفيد. وإقامة المناحات على الهفوات الماضية علالة سخيفة يتوهم فريق من الناس أنها تزيد فى طهر القلوب، وهى فى عالم الأخلاق تشبه بعض ما يقع فى عالم القضاء، فلو كان يصح للقضاة أن يتعقبوا ماضى الناس ليأخذوهم بهفوات قدم عليها العهد لاختل الميزان، وذهب جمال الحاضر، وزهد الناس فى فضل المتاب، فإن الأصل فى التوبة أن تكون حجازا بين عهدين، وأن يصبح التائب وكأنه مولود جديد، ولا تنسى أن اجترار الذكريات الماضية سىء الأثر فى نظام الأعصاب، وهو خليق بأن تنهب العافية ويضيع جمال الساعة الحاضرة، وهى العدة الخلقية فى نظام الأعمال " أ. ه. والدكتور زكى مبارك مخطئ فى تعصبه للرأى الثانى، ونحن لا نتعصب للرأى الأول بل نختار ما هو أصلح لدعم التوبة، وهجر الآثام، وإلف الطاعات والفضائل. فإن كان استصحاب الماضى يحرس الإنسان من الانزلاق ويقيه العودة إلى مساخط الله فيجب استصحاب ذلك الماضى. إنه يشبه التجربة التى تفيد صاحبها دربة على السير، وقدرة على تخطى العوائق. والنسيان هنا ذريعة إلى الجهل والانحراف. أما إذا كان الإنسان يكره استعادة صور انقضى عهدها، وامحى أثرها، ويشعر بأنه قد استأنف عهدا حافلا بثمار الخير، ويرى أن نقل الماضى للحاضر تعكير لصفوه وشل لامتداده، فالواجب أن ينسى ما كان، وأن يقبل على حاضره وحده لينميه ويقويه. 148
إن النفوس مختلفات فى هذا المضمار، وأحسب أن الذين تسوقهم سياد الرهبة أكثر من الذين يحدوهم نداء الرغبة: (قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا) .
مم يتوب الناس؟:
Shafi 135