Bangaren Gefen Hankali na Musulunci
الجانب العاطفي من الإسلام
Nau'ikan
وربما استتلى يقول: إن هناك قوة وراء المادة لها أثرها الكبير أو يقول: من الخير الاعتراف بألوهية قائمة فلو لم يكن هناك إله لوجب التصريح بأن الله موجود!! هذا الصنف من الناس يشبه المنافقين بالنسبة إلى الكافرين، وان اختلف لون التكذيب حسب الطباع التى تسير أصحابها. والملحدون والمحايدون سواء فى أنهم يريدون أن يحيوا على ظهر هذه الأرض وفق ما يشرعون لأنفسهم، دون التزام بأى توجيه سماوى. ونحب أن نزيد الموضوع وضوحا، فليس الإيمان إقرارا بقوة غامضة أشبه بالصفات التى لا تمسكها ذات معينة. كلا إن الإيمان اعتراف بالله المريد القادر المهيمن الذى أمر ونهى، وأعطى الناس فرصة محددة لتنفيذ أمره ونهيه، وهو رقيب عليهم، وسائلهم يوما عن كل صغيرة وكبيرة كلفوا بها. فليس بمؤمن هذا الذى يقول: إن فى العالم أو وراءه قوة لا ندرى عنها شيئا، لا صلة لها بنا أو لا صلة لنا بها فى سلوكنا الخاص والعام. ثم القول بأنه لو لم يكن هناك إله لوجب أن نشيع الإيمان به لمصلحة الأمن العام طبعا قول سخيف سمج. فإن إشاعة الكذب جريمة، ولا معنى للإيمان بالوهم. وهذا الكلام لا هدف له إلا أن الدين يمكن استغلاله فى تسكين الدهماء بقطع النظر عن قيمته الحقيقية. وهذا كفر لا يقل عن الجحود الصريح. الإيمان اعتراف بالله الذى تكلم فأبان عن نفسه وعن مراده من خلله، وبعث إلينا من يشرح لنا كيف نعيش وفق هذه التوصيات العليا ( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير * ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير * وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير * إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير) . من أجل هذا كله نحن نحكم حكما بينا حاسما بأن الكفران بالله والتمرد عليه ورفض توجيهاته خيانة عظمى، وإن أبعد شىء عن الاحترام أناس من هذا القبيل، وأن الأساس الأول للتكمل النفسى اليقين فى الله والاستكانة لحكمه والاتباع التام لهداه. وأداء العبادات ركن ركين فى بناء الكمال النفسى. 094
ومع أن الأثر الخلقى والاجتماعى لهذه العبادات بعيد المدى إلا أنه ثانوى فى تشريعها، والغاية الأولى من أدائها الوفاء بحق الله، والانقياد لأمره وإعلان التبعية المطلقة لذاته جل شأنه. بل إن من صلى وصام دون أن تكون هذه المعانى مسطورة فى نفسه فلا صلاة له ولا صيام، ذلك أن النية المنظورة إليها فى هذا المجال الاستسلام لأمر الله تحرى مرضاته والفزع من سخطه والشعور بأن المرء ما خلق إلا ليمدح ربه ويثنى عليه بما هو أهله، وينفى عنه كل نقيصة، وينزهه من كل عيب. وهو بهذا التمجيد يحقق الغاية من محياه قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ، (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى). وقد جاء فى الحديث " ليس أحد أحب إليه أن يمدح من الله. من أجل ذلك مدح نفسه ". ومن حق الله الذى خلق أن يعرف ويعبد. ومن حق الله الذى رزق أن يذكر ويشكر. ومن حق الله الذى يعلم السر وأخفى أن يراقب وأن يستحى من مخالفته. ومن حق الله الذى يرث الأرض ومن عليها أن يستعد الخلائق للقائه. وكل تفريط فى هذه الحقوق رذيلة كبيرة، فمن عاش مقطوع الصلة بالله، فارغ القلب من شكره، خالى البال من مراقبته، عديم الاستعداد للقائه فهو مهما ارتقى من نواح أخرى حيوان غادر خبيث، وكفره هذا خيانة عظمى تزهد سوءتها بكل ما ينسب إليه من كمال.
مقلدو الحضارة المادية عندنا:
Shafi 83