Janƙun Ƙasansu
الجنقو مسامير الأرض
Nau'ikan
الجو صحو، والسماء زرقاء وصافية، كنا نجلس تحت الراكوبة الكبيرة أمام القطية، وهي أجمل الأمكنة للونسة، وشرب القهوة، ولا أظن أن أول من ابتكر الراكوبة كان يعني بها شيئا آخر غير المؤانسة، سألتني: وين صاحبك؟ - مع مختار علي. - صاحبك دا زول غريب.
هززت رأسي إيجابا.
أضافت: يوم حيكتلوه.
قلت لها: لا، ما في زول حيكتله، دا ما النوع البيموت مكتول.
قالت: والله في الحمرة في فريق قرش ما بياخد عشرة دقايق، شفت العملية العملتها فيه الصافية؟
قلت لها: الناس هنا يزيدوا الحكايات، وكل زول بيحكي الشيء البيتخيله كواقع.
ثم أخذت تحكي لي القصة كما تظن أنها الحقيقة، وقاطعتها عدة مرات محاولا محاصرتها؛ لكشف تناقض قد يبدو لي هنا أو هناك في الحكاية، ولكنها مضت في حكيها بثبات وثقة العارف المتأكد، ثقة من شاف، ولو أنها وغيرها لم يروا شيئا، وهذا حسب ادعائي أنا أيضا، لكنني فضلت عدم الخوض في هذا الموضوع، خاصة بعدما انضم إلينا ود أمونة، كانت تفوح منه رائحة الخمرة، والعطور النسوانية البلدية، كان ناعما، لامعا، ونسوانيا أكثر مما رأيته من قبل، قال إنه مستعجل، واشتكى من أن العروس شترا، ولم يستطع أن يرقصها إلا على الأغاني الحبشية. - وحتى الأغاني الحبشية بالله ويا مين، الدلوكة في جهة والرقيص في جهة، وووب علينا من دي شغلانة.
خاطبني قائلا: صاحبك أمبارح الصافية طلعت ميتينه.
وأخذ يقهقه بالضحك إلى أن سمعنا صوت صديقي يلقي السلام: شنو مبسوطين كدا يا شباب؟
استأذن ود أمونة مدعيا أنه مشغول بالعروس، تناولنا وجبة الإفطار فيما يشبه الصمت، وخرجنا إلى سوق العمال، حين وصلنا كانت هناك بوادر ثورة على الجلابة، وبدا لنا أن الأمر جدير بالمشاهدة، فمثل هذه الحوادث نادرا ما تحدث، تركنا ألم قشي في المنزل.
Shafi da ba'a sani ba