وكيف ولا توفي دماؤهم دمي
ولا مالهم ذو ندهة فيدوني
وليست هي غضبة هجاء يقال فيها بالحق وبالباطل؛ لأنهم بالواقع لم يجترئوا على حماية عرضهم من جميل حتى بعد أن أهدر السلطان دمه لهم إن رأوه في بيوتهم، وكان قصارى ما يصنعه زوجها أن يشكوه ويشكوها إلى أبيها وأخيها، وقصارى ما يصنعه هذان أن يتعرضا لها، فيشد عليهم جميل بالسيف فيهربا أو يشكواه إلى أبيه ويعذرا إليه، وقد أربيا على حد الأعذار.
وكأنما كانت وسامة جميل مزية من مزايا كثيرة حببت إليها هواه، ولم تكن هي المزية الأولى والأخيرة. كان ماله على ما يبدو من كلامه بعض هذه المزايا؛ إذ لا محل لقوله إن لم يكن هذا كذاك:
ولو أرسلت يوما بثينة تبتغي
يميني وقد عزت علي يميني
لأعطيتها ما جاء يبغي رسولها
وقلت لها بعد اليمين سليني
سليني مالي يا بثين فإنما
يبين عند المال كل ضنين
Shafi da ba'a sani ba