الحسن -عليهم السلام- بالكوفة روى الشيخ أبو الفرج عن زيد بن علي وأخيه أبي جعفر يبايع على أعوابكم يا أهل الكوفة مستعين رجل يباهي الله به الملائكة واستتب قيامه أن نصر بن شبيب وصل حاجا وسال عن أهل البيت فدل على محمد فدخل عليه والزمه الخروج ووعده أن يخرج إليه مصعب بن محمد وترك المال وسار فاتفق بأبي السرايا شريك بن منصور وكان أبو السرايا قد خالف القوم وعاش معهم وكان شيعيا، فواعده الكوفة وبويع عند قصر الضربين يوم الخميس لعشر خلون من جماد الأولى وتسارع إليه الناس -عليه السلام- وكثر جيشه وغالب على الكوفة ونواحيها وأيام من العلماء أبو بكر وعمر أبناء أبي شيبة وأبو نعيم الفضل بن دكين ويحيى بن آدم وعبد الله بن علقمة ومن السادة كثير ودعا الفضل بن العباس فامتنع محاربة أبو السرايا ونهبه أهل الكوفة ومضى الفضل إلى الحسن بن سهل فبعث زهير بن المسيب في عشرة آلاف فالتقوا فهزم زهير واستبيح عسكره وذلك في سلخ جمادى الأخرة وعلم اهل الكوفة عدالة عظيمة ثم جهز الحسن جيشا عليهم عيدوس ومعه ثلاثة آلاف فارس وثلاثة آلاف راجل، فسار إلى الجامع ولقيه أبو السرايا وقتل عيدوس ومن عسكره خلق وقوي أمر الإمام وكان -عليه السلام- مريضا فرجعوا بالأسلحة والخيل ودخل أبو السرايا على الإمام فلامه على قتل القوم قبل الدعاء ورأه أبو السرايا مريضا، فقال: له أومن فقال الخيرة من آل الرسول فإن اختلفوا فالأمر إلى علي بن عبد الله ومضى يحيى -عليه السلام- فدفنه أبو السرايا ليلا، فلما كان من الغد جمعهم وخطبهم ونعى الإمام فارتفعت الأصوات بالبكاء ثمة تراجعوا وبايعوا الإمام محمد بن محمد بن زيد بن علي -عليه السلام- فبعث العمال بعث إبراهيم اليمن واستولى عليها بعد حروب وولي مكة فأقام الحج تلك السنة، وقال الفقيه حميد: قتل إبراهيم في اليمن خمسة عشر ألفا حتى سمي بالجزار وولى عنه ذلك من السادة، فلما قتل عيدوس اهتم الحسن وأرسل هرثمة بن أعين فخرج في ثلاثين ألفا فالتقوا فقتل خلق من أصحاب أبي السرايا ورجع إلى الكوفة ثم قتل غلامه وأخوه واقبل هرثمة فسد الغراد عليه، فسقط في أيدي الكوفية فخرج أبو السرايا يقاتلهم فانهزم أصحاب هرثمة وفتقه فقتل رزح بن الحجاج وقتل الحسن بن الحسن بن زيد بن علي -عليهم السلام- ثم خرج يوم الإثنين من سبع خلون من ذي القعدة وأقبل هرثمة فاقتتلوا قتالا شديدا وانهزم هزيمة شديدة وتبعهم أهل الكوفة يقتلونهم وكان هرثمة قد اسر ولم يعلم أبو السراي أسره عند سندي فاقبل بن الوضاح وحمل على أهل الكوفة وقتل منهم وتبعوهم فوجد هرثمة فقتلوا العدو وحلوا وثاقه ورجع إلى معسكره، ولم يزل الحرب مدة سجالا ثم إنهم حفروا خندقا عبا أثقاله وأسرج خيله وخرج هو والإمام ونفر من أهل الكوفة، وفيها توفي جعفر بن عبد الرحمن البلخي والحكم بن عبد الله البلخي وعبد الله بن عمير وزيد بن شعيب الدمشقي ويونس بن بكير وبكرا الشيباني ثقات حفاظ.
Shafi 51