سنة 158: فيها صادر المنصور خالد بن برمك وأخذ منه ثلاثة آلاف
درهم، وفيها توجه المنصور إلى مكة قاصدا سفيان الثور ليفتك به وكان سفيان عند الكعبة فقيل له قم لا تشمت بنا فاختفى فقام وأخذ بأستار الكعبة وقال: برئت منه إن دخلها فسقط المنصور ومات يوم سادس ذي الحجة عند بئر ميمونة لا رحمه الله وقام بعده ولده المهدي توفي حيوة بن شريح وزفر بن الهذيل صاحب أبي حنيفة وكان عدليا وكانت خلافة المنصور اثنين وعشرين سنة وعمره ست وثلاثين سنة.
سنة 159: فيها اشترى المهدي الخلافة من عيسى بن موسى بخمسة
آلاف واقطاعات، وفيها توفي محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذؤيب وكان عابدا زاهدا وعكرمة بن عمار بن زريق الضبي ومالك بن معاوية، وفيها ولد الإمام فقيه أهل البيت أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسن -عليه السلام- ثم دخلت.
سنة 160: فيها فرق المهدي ما كان جمعه أبوه من الأموال
والثياب، وفيها توفي العلامة في الجرح والتعديل والأثر شعبة بن أماج بن الورد أبو بسطام العتيكي وقدره معروف وفضله موصوف ولما سئل عن الغزو مع إبراهيم قال إنها عندي بدر الصغرى ولما بلغه الخبر قال قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- "أهل بيتي كالنجوم كلما أفل نجم طلع نجم" أخرجه عنه السيد ط ولم أقف عليه متصلا إنما يروي مرسلا عن شعبة ورواه المرشد بالله عن أبي هريرة وفيها مات المسعودي عبد الرحمن بن عتبة.
سنة 161: فيها ظهر المقنع الساحر أدعى الربوبية بناحية مرو
وأرى الناس قمرا ثانيا في السماء، وفيها الإمام سفيان بن سعيد الثوري أبو عبد الله الكوفي متفق على ثقته وجلالته قال السيدط: كان سفيان زيديا وكان إذا ذكر زيد بن علي -عليه السلام-قال بذل مهجته لله تعالى ولحق بالشهداء المرزوقين، وهو الغاية في الجرح والتعديل، وفيها مات زائد بن قدامة الكوفي.
Shafi 37