Jami' Sahihayn
جامع الصحيحين لابن الحداد
Nau'ikan
وأما البطن: فللأكل من حلال الغذاء الذي جعله الله قوام الحيوان، ثم قال تعالى: {واشكروا لي ولا تكفرون}، كما حذرهم عن الكفران، فقد حذرهم أن يرهنوا أنفسهم بالعصيان؛ فقال تعالى: {وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت} لخفة الجواز، وأمرهم بصلاحها وإصلاحها وكف الأذى عن طريق المجاز، قال صلى الله عليه وسلم: ((وأدناها إماطة الأذى عن الطريق))؛ كي يطهر لهم الجدد عند نقل الأقدام إلى أرض المحشر للعرض على الله تعالى، ووزن الأعمال بالميزان.
فمن ذلك شعبة من الإيمان
وهي حفظ البدن عن الخمر والحرام؛ لأن أول زلة وقعت من آدم -عليه السلام- شهوة الطعام للذة البطن، وأصل كل معصية الشره.
104 - (خ، م عن أبي صالح مختصرا) - حدثنا أحمد بن خلف، قال: ثنا أبو طاهر، قال: أنا محمد بن الحسين القطان، قال: ثنا أحمد بن يوسف، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن همام بن منبه:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزني الزاني وهو حين يزني مؤمن، ولا يسرق السارق وهو حين يسرق مؤمن، ولا يشرب الحدود أحدكم -يعني الخمر- وهو حين يشربها مؤمن، والذي نفس محمد بيده! لا ينتهب أحدكم نهبة ذات شرف، يرفع إليه المؤمنون أعينهم فيها وهو حين ينتهبها مؤمن ، ولا يغل أحدكم حين يغل وهو مؤمن، فإياكم وإياكم)).
وفي رواية أخرى: ((والتوبة معروضة)).
Shafi 95