(وبعد) فإن الله تعالى فضل نبينا على سائر الأنبياء* فجعل في أمته مجتهدين علماء* متبحرين فقهاء* على ما وصفهم عليه الصلاة والسلام فقال فقهاء كأنهم من الفقه أنبياء* وقال تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} * وقد شرفهم الله تعالى بالثناء عليهم في مواضع من التنزيل وجعلهم بلسان نبيه كأنبياء أهل التوراة والإنجيل فقال عليه الصلاة والسلام علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل كان أسبقهم اجتهادا وأطيبهم اعتقادا* وأبينهم رشادا وأقومهم طريقا وسدادا* إمام الأئمة وسراج هذه الأمة أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي رضي الله تعالى عنه فحط عن وجه الشريعة لثام الانكتام* وكشف عن جبين الفقه غمام الظلام* وقدم حلوق علماء عصره بقدام الأفحام* وأرسى قدمه في مزالق الأقدام وبذل مجهوده في إحكام الأحكام* فمن بعده يغوصون في عمان النعمان فيستخرجون منه درر فوائده* ويرتضعون أصفى درر فرائده* ويتناولون أشهى أغذية الدقائق من موائده* فمن استطعمه واستعظمه فقد تناول حلالا* وجعل الناس له في الفقه عيالا* مثل الإمام المعظم والصدر المفخم الشافعي المطلبي ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورضي عنه حيث قال الناس عيال أبي حنيفة في الفقه*
(وقد نظم) هذا المعنى أخطب الخطباء شرقا وغربا أبو الموئد المكي الخوارزمي على ما أنشدني الصدر الكبير شرف الدين أحمد بن مؤيد بن موفق المكي بخوارزم قال أنشدني في جدي الصدر العلامة أخطب خطباء الشرق والغرب صدر الأئمة أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي الخوارزمي لنفسه في عدة أبيات يمدح بها أبا حنيفة رضي الله تعالى عنه*
شعر
Shafi 3