Tarun Al'masail

Ibn Taymiyya d. 728 AH
50

Tarun Al'masail

جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد - المجموعة السادسة

Bincike

د. محمد رشاد سالم

Mai Buga Littafi

دار العطاء

Lambar Fassara

الأولى ١٤٢٢هـ

Shekarar Bugawa

٢٠٠١م

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

السّنَن الْمُتَعَلّقَة بالأمور الطبيعية ينقضها الله إِذا شَاءَ وَهَذِه السّنَن كلهَا سنَن تتَعَلَّق بِدِينِهِ وَأمره وَنَهْيه ووعده ووعيده وَلَيْسَت هِيَ السّنَن الْمُتَعَلّقَة بالأمور الطبيعية كسنته فِي الشَّمْس وَالْقَمَر وَالْكَوَاكِب وَغير ذَلِك من الْعَادَات فَإِن هَذِه السّنة ينقضها إِذا شَاءَ بِمَا شاءه من الحكم كَمَا حبس الشَّمْس على يُوشَع وكما شقّ الْقَمَر لمُحَمد ﷺ وكما مَلأ السَّمَاء بِالشُّهُبِ وكما أَحْيَا الْمَوْتَى غير مرّة وكما جعل الْعَصَا حَيَّة وكما أنبع المَاء من الصَّخْرَة بعصا وكما أنبع المَاء من بَين أَصَابِع الرَّسُول ﷺ وَقد ذكر بعض هَذِه الْآيَات السهروردي فِي الْمَنْقُول فِي الألواح الْعمادِيَّة وَفِي المبدأ والمعاد محتجا بهَا على مَا يَقُوله هُوَ أَمْثَاله من المتفلسفة أَن الْعَالم لم يزل وَلَا يزَال هَكَذَا بِنَاء على أَن هَذِه سنة الرب ﷿ وعادته وَهِي لَا تَبْدِيل لَهَا إِذْ كَانَ عِنْدهم لَيْسَ فَاعِلا بمشيئته واختياره بل مُوجب بِذَاتِهِ فَيُقَال لَهُم احتجاجكم على هَذَا بِالْقُرْآنِ فِي غَايَة الْفساد فَإِن الْقُرْآن يُصَرح بنقيض مذهبكم فِي جَمِيع الْمَوَاضِع وَقد علم بالإضطرار أَن مَا يَقُولُونَهُ مُخَالف لما جَاءَ بِهِ الرَّسُول ﷺ فاحتجاجكم بِهَذَا أفسد من احتجاج النَّصَارَى على أَن مُحَمَّدًا شهد بِأَن دينهم بعد النّسخ والتبديل حق بآيَات من الْقُرْآن حرفوها عَن موَاضعهَا قد تكلمنا عَلَيْهَا فِي الْجَواب الصَّحِيح لمن بدل

1 / 52