Tarun Al'masail

Ibn Taymiyya d. 728 AH
25

Tarun Al'masail

جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد - المجموعة السادسة

Bincike

د. محمد رشاد سالم

Mai Buga Littafi

دار العطاء

Lambar Fassara

الأولى ١٤٢٢هـ

Shekarar Bugawa

٢٠٠١م

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

أَنْوَاع الْقُنُوت الَّذِي يعم الْمَخْلُوقَات وعَلى هَذَا فالقنوت الَّذِي يعم الْمَخْلُوقَات أَنْوَاع الأول أَحدهَا طَاعَة كل شَيْء لمشيئته وَقدرته وخلقه فَإِنَّهُ لَا يخرج شَيْء عَن مَشِيئَته وَقدرته وَملكه بل هُوَ مُدبر معبد مربوب مقهور وَلَو تخيل إِلَيْهِ فِي نَفسه أَنه لَا رب لَهُ وَأَنه يقدر أَن يخرج عَن ملك الرب فَهَذَا من جنس مَا يتخيل للسكران والنائم المأسور المقهور وَالْمَجْنُون المربوط بالأقياد والسلاسل بل نُفُوذ مَشِيئَته الرب وَقدرته فِي المستكبرين عَن عِبَادَته أعظم من فوذ أَمر الآسر فِي أسيره وَالسَّيِّد فِي مَمْلُوكه وقيم المارستان فِي الْمَجْنُون بِكَثِير كثير وَهَذَا مُتَوَجّه على قَول أهل السّنة الَّذين يَقُولُونَ لَا يكون فِي ملكه إِلَّا مَا يَشَاء فَلَيْسَ لأحد خُرُوج عَن الْقدر الْمَقْدُور وَلَا يتَجَاوَز مَا خطّ لَهُ فِي اللَّوْح المسطور بِخِلَاف قَول الْقَدَرِيَّة فَإِن العصاة على قَوْلهم خَرجُوا عَن مَشِيئَة وَقدرته وَحكمه وسلطانه وخلقه فليسوا قَانِتِينَ لَا لأَمره الشَّرْعِيّ وَلَا لأَمره القدري الكوني وَأما أهل السّنة فَيَقُولُونَ إِنَّهُم قانتون لمشيئته وَحكمه وَأمره الكوني كَمَا تقدم وعَلى هَذَا الْوَجْه فالقانت قد لَا يشْعر بقنوته فَإِن المُرَاد بقنوته كَونه مُدبرا مصرفا تَحت مَشِيئَة الرب من غير امْتنَاع مِنْهُ بِوَجْه من الْوُجُوه وَهَذَا شَامِل للجمادات والحيوانات وكل شَيْء قَالَ تَعَالَى مَا من دَابَّة إِلَّا هُوَ آخذ بناصيتها [سُورَة هود ٥٦] وَقَالَ تَعَالَى فسبحان الَّذِي بِيَدِهِ ملكوت كل شَيْء وَإِلَيْهِ ترجعون [سُورَة يس ٨٣] الثَّانِي النَّوْع الثَّانِي من الْقُنُوت هُوَ مَا يشْعر بِهِ القانت وَهُوَ اعترافهم كلهم بِأَنَّهُم مخلوقون مربوبون وَأَنه رَبهم كَمَا تقدم الثَّالِث الثَّالِث أَنهم يضطرون إِلَيْهِ وَقت حوائجهم فيسألونه ويخضعون لَهُ وَإِن كَانُوا إِذا أجابهم أَعرضُوا عَنهُ قَالَ الله تَعَالَى وَإِذا مس الْإِنْسَان الضّر

1 / 25