296

Jamic Latif

الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف‏

Nau'ikan

ومعنى سر تحتها: أى قطعت (1) سررهم، يعنى: أنهم ولدوا تحتها يصف بركتها ويمنها. والسرر ما يقطع من المولود فيبان، والباقى بعد القطع السرة، ولا يقال قطعت سرته بل قطع سرره ومن قطع سرره فهو مسرور. قاله صاحب «القاموس».

قال الفاسى (رحمه الله): لم يبين الطبرى موضع هذا الوادى وما عرفته أنا أيضا. انتهى.

أقول: قد بين صاحب «القاموس» مسافة ما بينه وبين مكة إجمالا فى كتابه «الوصل» فقال قال أبو سعيد الحسن بن الحسين السكرى: السرر على أربعة أميال من مكة عن يمين الجبل بطريق منى، وكان عبد الصمد بن على اتخذ عنده مسجدا كان به شجرة ذكر أنه سر تحتها سبعون نبيا.

وقد قدمت أن هذا المسجد لا يعرف، فيكون على مقتضى قول الحسن بن الحسين محل وادى السرر المذكور تقريبا بين محسر ومنى على يسار الذاهب إلى عرفة، لأن الفقهاء ذكروا فى عدة من المناسك أن بين منى ومكة ثلاثة أميال هذا قول أكثرهم، ويكون من منى إلى محسر قدر ميل فهذه أربعة أميال، والسرحة لا وجود لها الآن والله الموفق.

الخامسة: منى اسم لموضعين: أحدهما منى المذكور، والثانى اسم جبل من جبال ضرية- بالضاد المعجمة المفتوحة والراء المكسورة والمثناة التحتية المشدودة المفتوحة والهاء- ذكره صاحب القاموس فى «الوصل» وعزاه إلى الأصمعى.

الساسة: الخيف، لغة: المكان المرتفع عن مسيل الماء المنحدر عن غلظ الجبل.

وقال بعضهم: الخيف هبوط وارتفاع فى سفح جبل أو غلظ، ومسجد الخيف بمنى فى مكان هذه صفته، وقيل الخيف غرة بيضاء فى الجبل الذى خلف أبى قبيس. والخيف أيضا الناحية، وبه سمى خيف منى كأنه ناحيته، وقد تغزل الشعراء فى منى وخيفها بأشعار كثيرة رائقة وأناشيد فائقة رأيت أن أذكر منها بعض شىء مما انشرح به الخاطر تكثيرا للفائدة، فمن ذلك قول بعضهم:

تبدى لعينى والحجيج على منى

غزال رأيناه بمكة محرما

Shafi 312